الأخبار

قلم الزيت.. تقليد تميزت به “مدينة الزيتون” سلفيت.. ماذا تعرف عنه؟

By سمية النجار

November 08, 2021

في طقس سلفيتي بامتياز، عهدته “مدينة الزيتون” سلفيت منذ أكثر من قرن في منتصف موسم الزيتون، يجتمع أهالي المدينة لإحياء ما يعرف بتضمين قلم الزيت عند “شجرة التوت”، المكان الأقدم وسط المدينة، ويحضره المزارعون واللجنة الزراعية والضامنين وعابرو الطريق وكل من يرغب بالمشاهدة.

وقلم الزيت، عُرفٌ يقصد به جباية رسوم رمزية من المزارعين بعد انتهاء الحصاد لتنفق مقابل خدمات تقدم لهم على مدار العام وخاصة أثناء موسم الزيتون، تحدد مقدارها اللجنة الزراعية في المدينة، ويعين لها بالإجماع شخص “ضامن للقلم”، يجمع الرسوم التي قدرت قيمتها بـ3قروش أردنية عن كل كيلو زيت هذا العام.

من هو ضامن القلم وماذا يترتب عليه؟

ويترتب على ضامن قلم الزيت أن يقدر جيدًا كمية المحصول المتوقع إنتاجه، وليتجنب أي خسائر عليه أن يستفيد من خبرة المزارعين وكبار السن في تقدير كمية الموسم ليضع قيمة الضمان المناسبة، وما يفيض عن مبلغ الضمان يكون ربحًا له.

ويشترط في الضامن أن يكون من المدينة نفسها، وأن يعرف أراضيها جيدًا لا سيما حدودها وكمية إنتاجها، ويدفع قيمة الضمان الأعلى بين المتنافسين في جو أهلي يسوده المحبة والتعاون.

من يدعم ضمان قلم الزيت؟

 وتدعم اللجنة الزراعية هذا التقليد، وتقف إلى جانب ضامن القلم وتعوض خسارته إذا ما خيبت كمية الإنتاج المتوقعة آماله.

 ولا يقل عمر اللجنة عن عمر قلم الزيت، فهي من يتولى الدعوة للمؤتمر العام قبل موسم الزيتون لانتخاب أو تزكية لجنة جديدة تكون أولى وظائفها تحديد موعد لمزاد قلم الزيت والذي يتم علنا ويدعى له أهالي المدينة كافة.

وفي حين يتوجب على ضامن القلم الإبلاغ عن أي مخالفة يرتكبها المزارعون، تتولى اللجنة دورها بالتصدي لاعتداءات المستوطنين والخنازير البرية التي يطلقونها، ورفع شكاوى ودعوات قضائية ضد مصادرة الاحتلال للأرض، كما تحرر مخالفات ضد من يسرقون الثمار أو يبكرون بالنزول للموسم قبل الموعد المحدد.

وبشأن اللجنة الزراعية فيتولى رئيس البلدية إدارتها، ويكون أحد أعضاء البلدية عضوًا فيها إضافة إلى 7 أو 9 مزارعين، ويناقشون معًا أية مشاكل تواجه المواطنين ويسعون لحلها، ويولون عناية خاصة بشجرة الزيتون عبر تحديد موعد القطف وآليته ودعم تسويق منتج الزيت.

وتميزت “مدينة الزيتون” سلفيت من بين مدن فلسطين بالمؤتمر العام للمزارعين والذي يعقد سنويًا قبل الموسم لتكون أبرز مهامه تحديد موعد قطف الزيتون وانتخاب اللجنة الزراعية التي ينبثق عنها “قلم الزيت”.

ويقدر تعداد مدينة سلفيت بنحو 15 ألف نسمة يعمل معظمهم بالزراعة، وتقدر مساحة أراضيها بـ28 ألف دونم، ويُزرع غالبها بالزيتون، وتنتج بين 350 و500 طن في “الموسم الماسي” ذو الإنتاج الجيد ونحو 100 طن إذا كان الموسم “شلتونيا” باللهجة المحلية أي أقل إنتاجًا.

كتبت: سمية النجار

مصادر: مواقع إلكترونية