الأخبار

شابٌ استثنائيٌ بسيط.. الشهيد الدخيل بعيون والده

بثبات رغم هول ما جرى، وقف رائد الدخيل، متحدثًا بفخر عن نجله محمد، أحد أقمار عملية الاغتيال الأخيرة التي جرت في وضح النهار في مدينة نابلس.

واستهل الدخيل حديثه لـ”تلفزيون المدينة” بوصف محمد كفتىً استثنائيًا بسيطًا، صقلت شخصيته بالشجاعة والثقة والإقدام، خاصة وأنه نشأ في طيف عدد من المطاردين أمثال القذافي والشناوي، وكان رفيقًا للوطنيين.

صورة يظهر فيها الدخيل برفقة شهداء نابلس القذافي والشناوي

ولد محمد في الـ21 من فبراير عام 2000، وهو العام ذاته الذي ارتقى فيه عمّه “محمد” شهيدًا في أكتوبر، ليحمل محمد الصغير نفس عمه، ويكمل الدرب الوطني حتى يرتقي شهيدًا.

وتعلّم محمد شعائر دينه من رفقة صالحة، ألزمته الصلاة والصيام، حتى لتلحظ في هويته ورقة كتب فيها ركعات كل وقت من أوقات الصلاة، وأوضح والده بأن هذه الورقة خطّت بيد أخته، حين أقبل ذات مساءٍ إلى البيت وسألها عن عدد ركعات صلاة العصر، فأهدته هذه القصاصة التي احتفظ فيها حتى ارتقى.

وجدت في هوية الشهيد

بداية التجربة الوطنية

بدأت محاولات محمد الوطنية، حين أقدم على تفجير عبوة ناسفة بالقرب من برج للاحتلال، ما أسفر عن اعتقاله سبع شهور في سجون الاحتلال، ثم خرج منها وبدأ يعمل في شركة أمن خاصة.

يتأمل الوالد مستذكرًا، ويتابع، محمد بسيط وليس له تجربة بالحياة، كنت قد حذرته مرارًا وأمرته بالتريّث، خاصة بعدما فوجئت بأن محمد يملك بندقية من نوع “أم 16” وبأنه مطلوب للاحتلال، في أعقاب اتصالات متتالية من ضابط المخابرات الذي لم يتوقف عن مهاتفتي لمعرفة مكان محمد.

وتمثلت المفاجأة لوالد الشهيد، حين أنبأه ضابط المخابرات بأن محمد مطلوب، وأنه ملفه ورفاقه رفع لوحدة “اليمام” لتصفيتهم والنيل منهم.

لم يستشعر محمد الخوف أبدًا، وكان مقدامًا طالبًا للشهادة، فرغم تحذيرات والده المستمرة، واتصالاته التي كان آخرها قبيل استشهاده بساعات، تمثلت قناعته دائمًا برده أنه ابتغى هذه الطريق لوجه الله تعالى.

اختاره الله للآخرة

يستذكر والد الشهيد اللحظة التي تلقى فيها نبأ استشهاد فلذة كبده قائلًا، تلقيت اتصالاً من صديق عزيز بينما كنت في عملي، سألني عن محمد وأحواله، وأنبأني بأن قوات خاصة استهدفت ثلاثة مطاردين ما أسفر عن إصابتهم دون معرفة هوية أيٍ منهم، و”أيقنت لحظتها أن محمدًا واحدًا منهم، وأنه ارتقى شهيدًا”.

ويتابع مسترسلًا، احتسبته عند الله وانتابني بالغ القلق على والدته، خاصةً وأن صحتها في خطر، وأن محمد عماد بيتنا، وأصل الحياة فيه، لكني اطمأننت لما رأيت فيها الصبر والسلوان.. كنا نحلم بتزويجه، حتى أننا بنينا له بيتًا في نابلس الجديدة، لكنه اشترى الآخرة، وارتقى إلى حورها.

واستشهد محمد إلى جانب رفاقه، أشرف المبسلط وأدهم مبروكة، بعد أن كانوا مطاردين تحصنوا طويلًا بزقاق البلدة القديمة في نابلس، لكن قوات وحدة اليمام تمكنت منهم ظهر الثامن من فبراير، ليرتقوا أقمارًا في سماء نابلس.

كتبت: سمية النجار

 

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض