الأخبار

ما مدى احتمالية حدوث زلزال شديد بعد الهزات الأرضية الأخيرة؟

أكد مدير مركز التخطيط الحضري والحد من الكوارث في جامعة النجاح الوطنية جلال الدبيك، أن المنطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا بدرجة منخفضة، مركزها منطقة “فالق الفارعة- الكرمل”، والتي سجّل آخرها أمس الأحد.

نابلس.. الأكثر تأثرًا بالزلازل

وقال الدبيك في حديثه لـ”تلفزيون المدينة”، إن نابلس تعتبر من أكثر المدن تأثرًا بالزلازل، بسبب الطبيعة التيبوغرافية المعقدة لها، باعتبارها منطقة جبلية، ناهيك عن عدم توفر الحد الأدنى من مقومات الحماية من الزلازل خاصةً في المباني والبنى التحتية، مستثنيًا منها بعض المنشآت الخاصة كالمدارس ومراكز الدفاع المدني.

وأوضح الدبيك أن الطبيعة المنحدرة لنابلس، مع الكثافة السكانية، تزيد من خطورة الزلازل في المنطقة، خاصةً في ظل وجود جدران استنادية من شأن انهيارها التسبب بانقطاع تام للطرق وإغلاق بعض المناطق، ما يجعلها في خطر الانعزال التام عن باقي المناطق.
وتابع الدبيك بقوله إن 43% من أراضي نابلس يجري البناء فيها، بنسبة تمنح دونماً واحدًا لكل 50 شخص تقريبًا، علمًا بأن النظام العالمي يسمح بدونم واحد لكل 20 شخص فقط، ما يشير إلى كقافة سكانية عالية في مناطق محصورة.

ولفت الدبيك إلى أن الطبيعة المعمارية الحالية للمدينة، تجعلها مدينة طاردة بفعل كثافة العمارات بشكل خاص، مع غياب المساحات الخضراء حول المبنى.

حلول مقترحة..

وذكر الدبيك لـ”تلفزيون المدينة” أن الاهتمام بالجدران الاستنادية وتغيير نظام المعمار الحالي، من شأنه تدارك الخطورة المترتبة على وقوع الزلازل التي تسبب الانزلاقات الأرضية وانهيار الجدران، داعيًا لعقد اجتماع بمشاركة كافة المؤسسات ذات العلاقة، ليجري التشاور بشأن نظام العمل الحالي وتخفيف الطوابق.

وأردف الدبيك بقوله إن العاتق الأكبر يقع على كاهل البلدية، لافتًا إلى أن أعضاء المجلس البلدي مدركين لهذا الجانب، لكن القضية تمس شركاء من أطياف مختلفة، ربما تتنافى القرارات مع مصالحهم الحالية، لكن تدارك المشكلة الآن، سيؤدي بلا شك للقضاء على مآزق الحياة اليومية المترتبة على النظام الحالي لنابلس.

ماذا بشأن مستويات الزلازل؟

في سياق متصل، قال الدبيك إن علم الزلازل هو علم احتمالي، وإن النشاط الزلزالي المتواتر يشير بالدرجة الأولى إلى وجود بؤرة زلزالية في المنطقة، لكن الحديث عن تبعات الزلازل والحد من مخاطرها تبقى الأولوية الأولى.

وتصنف الزلازل إلى أربعة درجات ومستويات مختلفة، يشير المستوى الأول منها “الخفيف” إلى زلزال بأقل من 5درجات على مقياس ريختر، دون التأثير على المباني أو إلحاق أية أضرار، ويشير المستوى الثاني إلى قوة متوسطة بدرجة “5 إلى 6.5” درجة قد يؤدي إلى تصدع قليل في المباني، أما المستوى الثالث فيشير إلى درجة قوية تقع بين “6.5 لـ7.5” ويؤدي لأضرار إنشائية وتشققات في الجسور، في حين أن الزلازل التي تسجل درجة أعلى من 7.5 على مقياس ريختر، فتؤدي إلى دمار شامل.

 

يذكر أن شبكة الرصد في جامعة النجاح تعمل بناء على محطات خاصة، تتواجد في أكثر من منطقة في فلسطين ومحيطها، وبالاستعانة بمحطات الرصد العالمية، علمًا بأن العمل يجري بناء على ترددات 4محطات كحد أدنى.

ويفتح المركز خدماته أمام المعماريين، من خلال إجراء دراسات للمباني تقيس التردد الطبيعي للأرض، وتحد من آثار الزلازل، ناهيك عن الأجهزة المخصصة للطلبة ليتمكنوا من التعلم بالتجربة.

تحرير: سمية النجار

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض