الأخبار

شُيّع إلى مثواه الأخير.. تعرف إلى “أيقونة المقاومة” الشيخ الهذالين

شيّع آلالاف اليوم الثلاثاء، جثمان الشهيد الشيخ سليمان الهذالين (75 عامًا) في قرية أم الخير، بمسافر يطا، جنوبيّ الخليل.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى الميزان، وصولًا إلى منزل ذوي الشهيد قبل مواراته الثرى بمقبرة العائلة في أم الخير.

وشارك في موكب التشييع أعيان ووجهاء بمدينة الخليل، ومدن، وقرى أخرى، وسط صيحات التكبير، وترديد الهتافات الغاضبة، والمطالبة بالثأر لدماء الشهيد.

وشدّد المشيّعون على ضرورة إطلاق يد المقاومة بالضفة، لتأخذ دورها في الدفاع عن أبناء شعبنا، والتصديّ لجرائم الاحتلال، وعربدات المستوطنين، مطالبين بتوسيع فعاليات المقاومة الشعبية، التي سلكها الهذالين لتشمل كل الضفة.

وعمّ الإضراب الشامل في مدينة يطا، بالتزامن مع تشييع جثمان الهذالين، الذي استشهد صباح أمس، متأثرًا بجراحه الخطرة التي أُصيب بها عند مدخل قرية أم الخير، بمسافر يطا، في 5 يناير الجاري.

من هو الشيخ الهذالين؟

أصول العائلة

ترجع أصول عائلة الهذالين إلى منطقة عراد التي تقع في منطقة حدودية جنوبي الخليل، وتحديدًا على الأراضي التي صودرت عام 1948، واستقرت العائلة في خربة “أم الخير” بعد شراء قطعة أرض فيها عام 1965، لكن الاحتلال أقام مستوطنة “كرمئيل” عام 1980، على جزء من أراضي الخربة، وأخذت المستوطنة بالتوسع لتطال أراضي المواطنين.

وتمتد المستوطنة اليوم، في اتجاهات ثلاث، غربًا وجنوبًا وشمالًا لتلتهم مزيدًا من الأرض، بينما صاحب الأرض لا يستطيع إضافة أي بناء، ما يضطره إلى الرحيل والبحث عن مكان يستطيع البناء والعيش فيه.

وتعرف عائلة الهذالين بتصديها الدائم لكل المواجهات مع المستوطنين وقوات الاحتلال، وتشكل رمزًا من رموز النضال والتضحية في المنطقة، وتعرف بتمسكها المستميت عن الأرض وثباتها فيها.

وكان الشيخ الهذالين يسجل حضورًا دائمًا في الفعاليات الشعبية مرتديا حطَّة بيضاء مُسدلة على كتفيه، تخفي وراءها شعرا غزاه الشيب بعد عقود من مقارعة الاحتلال، وبيده عصاه يتوكأ عليها ويلوّح بها في التظاهرات والفعاليات الشعبية، إلى جانب علم فلسطين.

وبلهجته البدوية الخاصة، يعرف الهذالين بهتاف ميزه ويتردد ذكره على لسانه دومًا، وهو “اللهم حرر الأسرى والمسرى “الأقصى””.

وكان الهذالين، حريصًا على نصرة الأسرى، ومتفاعلًا مع قضيتهم العادلة، وأثبت حضورًا بارزًا في فترة إضراب الأسير هشام أبو هواش، الذي أعلن انتصاره بعد أكثر من 140 يومًا من إضرابه.

“أيقونة المقاومة”

ونعت الفصائل، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الشيخ الهذالين، فيما حملت دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده.

وقالت الدائرة، في بيان لها أمس الإثنين “إن الهذالين تعرض في السابق للعديد من الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال، وأمام الكاميرات، خلال مشاركته الدائمة في الفعاليات بمنطقة الخليل، الأمر الذي يعني أنه مستهدف من قبل الاحتلال على الرغم من كبر سنه”.

وأضاف البيان “أن قضية الشيخ سليمان الهذالين تلخص المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطيني على مدار الساعة، والذي يُعتدى عليه ويُعاقب ليس لذنب اقترفه، إنما لمقاومته سلب بيته وأرضه وحريته”.

وطالب البيان “المجتمع الدولي وهيئاته بالخروج عن صمتهم تجاه جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، فهذا الصمت يشكل ضوءًا أخضر للاحتلال، بل وأكثر من ذلك مشاركة له في جرائمه”.

فيما أكدت الدائرة “إصرار القيادة الفلسطينية على محاكمة الاحتلال ومسؤولية أمام المحاكم الدولية وخاصة المحكمة الجنائية، على كل ما اقترفه ويقترفه بحق الفلسطينيين من جرائم”.

تحرير: سمية النجار

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض