الأخبار

عن الطب النفسي والانتحار.. حديث لـ”تلفزيون المدينة” مع طبيبة فلسطينية حصدت جائزة نوعية في الطب النفساني

نالت رئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية الطبيبة سماح جبر جائزة البحث العلمي في الطب النفسي لعام 2021، التي تمنحها شبكة العلوم النفسية العربية سنويًا.

ومنحت جبر الجائزة عن “الدليل الإرشادي لمنع الانتحار في أقسام الطـوارئ”، حيث تم تكريمها بلقب “المميزون في علوم وطب النفـس للعام 2021”.

المزيد عن الجائزة

وفي حديث لـ”تلفزيون المدينة“، أوضحت جبر أن الجائزة بحثية، لكنها قدمت لها عن دليل تدريبي للأطباء والممرضين العاملين في أقسام الطوارئ الذي يقفون في الصف الأول لاستقبال حالات الانتحار والتعامل معها.

وقالت جبر إن الدليل الذي قدمته كشف عن أسباب الانتحار الأساسية، والتي تساعد معرفتها الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ في خلق مساحة من الأمان الكافي لبوح المقدم على الانتحار.

وخصص الدليل ليوائم بدء مرحلة العلاج النفسي منذ اللحظات الأولى داخل قسم الطواري، ولمنح المريض شعورًا بالأمل بشأن العلاج النفسي وأهميته، بحسب جبر.

وأضافت جبر لـ”تلفزيون المدينة” أن العمل الطبي بموجب الدليل سيساعد الأطباء والممرضين المستهدفين في تنفيذ خطة أمان مع المقدم على الانتحار، لضمان خروجه بأمان من المشفى.

ولخصت جبر المهارات الأساسية للتعامل مع الحالات عن طريق خارطة النجاة والحفاظ على الحياة، التي وثقها الدليل.

وأوردت جبر في الدليل جزءًا يستهدف الأطباء والممرضين العاملين في الطوارئ لرفع الوعي بطرق حماية أنفسهم نفسيًا من تبعات التعامل مع المنتحرين والمرضى النفسيين.

وأشارت جبر إلى أن إعداد الدليل جرى بالتعاون مع الأخصائية النفسة زينب حناوي، والتي أشرفت على التدريب بموجب الدليل في خمسة مستشفيات حكومية.

أهمية البحث في الواقع الفلسطيني 

ولفتت جبر في خضم حديثها إلى أن المجتمع الفلسطيني ما يزال حتى اليوم يعيش حالة من النكران بشأن الأمراض النفسية، وأنه يحرص على التستر على هؤلاء المرضى لما يلحق بهم من وصمة عار مجتمعية، تنم عن جهل قاطع، مؤكدةً أهمية تلقي العلاج النفسي المناسبة، وإزالة الستار عن قضايا الأمراض النفسية لرفعة الوعي وضمان سلامة نفسية مجتمعية.

وذكرت جبر أن الظروف المعيشية الصعبة، والضائقة السياسية التي تمر بها البلاد، والعنف السياسي والبطالة والظروف المترتبة على جائحة “كورونا”، إلى جانب قلة العاملين في المجالات النفسية، تشكل مجتمعةً عوامل بارزة في زيادة الحالات المقدمة على الانتحار فلسطينيًا وعربيًا .

ورغم الوعي المتزايد في المواضيع النفسية إلا أن البعض لا يزال متأثرًا بموروثات مجتمعية من دجل وشعوذة، وبالأحكام الخاطئة التي تصف المريض النفسي بأوصاف الكسل والبلادة وضعف الوازع الديني.

وتكمن صعوبة رفع الوعي المجتمعي في الأمراض النفسية في صعوبة تشخيص الحالات بشكل مادي مثبت، لكن المساعي تطمح لخلق حالة من التعاطف المجتمعي والتفهم، وعدم التشتت إلى المسارات غير الطبية في التعامل مع الحالات لئلا يغلب الجهل العلم.

يذكر أن جبر طبيبة مقدسية، وهي استشارية في الطب النفسي، أنهت دراستها في الطب العام من جامعة القدس، ثم تخصصت في الطب النفسي من فرنسا، وأتمت دراسة في العلاج السلوكي المعرفي في بريطانيا.

ولاحقًا، حصلت جبر على شهادة بموجب دراسة في الأبحاث الوبائية من جامعة هارفرد، وعملت في الكلية الإسرائيلية للتحليل النفسي.

كتبت: سمية النجار

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض