فلسطين تتصدر القائمة العربية كأكثر دولة مستهلكة للحوم
أظهرت نتائج تقرير صدر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، أن متوسط استهلاك الفرد الفلسطيني الواحد من اللحوم الحمراء يبلغ 97 كيلوغرامًا، وبهذه النسبة، فإن فلسطين تصدرت القائمة كأكثر دولة مستهلكة للحوم عربيًا.
وفي المرتبة الثانية لاستهلاك اللحوم، جاءت الدول الخليجية التي تصدرتها الكويت بمعدل استهلاك يفوق الـ67كغم للفرد سنويًا، تلتها الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 60كغم، ثم السعودية بحوالي 54كغم، وكان آخرها سلطنة عمان بمعدل يزيد عن 40كغم سنويًا.
الأسعار والقدرات الشرائية للأفراد
وبشكل عام، تتفاوت أسعار اللحوم بشكل كبير مع القدرة الشرائية للفرد، ففي بريطانيا مثلا يبلغ سعر الكيلو غرام من اللحوم الحمراء “البقر والغنم” حوالى 10 جنيهات استرلينية وهو ما يعادل قرابة 14 دولارًا، لمتوسط دخل فردي يقارب الـ2000 جنيه وبما يعادل 2500 دولار شهرياً.
وفي مصر، ارتفع متوسط سعر الكيلو غرام من اللحم الطازج في الآونة الأخيرة إلى 140 جنيها مصريا، أي ما يعادل 9 دولارات، في حين أن متوسط دخل الفرد يعادل 217 دولارا شهريا، بحسب أحدث تقرير للبنك الدولي.
أما في السودان، فيبلغ معدل سعر الكيلو من اللحم الأحمر نحو 5 دولارات لمتوسط دخل الفرد الذي لا يتعدى الـ 46 دولارا، حسب التقرير الدولي.
وتشير الأرقام إلى أن أسعار اللحوم الحمراء في الأردن ربما يكون الأعلى عالميًا، وبخاصة الطازجة منها، في وقت يبلغ متوسط كيلو اللحوم الحمراء فيها 15 دولار، مع الإبقاء على متوسط دخل يقترب من الـ344 دولار شهريًا، ومع استمرار ارتفاع أسعار اللحوم يتحول الطبق الوطني الأردني “المنسف”، إلى عادة غذائية مكلفة.
أما قطاع غزة، فيصل سعر الكيلو غرام الواحد فيه، إلى ما يعادل 11 دولاراً، فيما يبقى متوسط دخل الفرد فيه مجهولًا.
تأثير عالمي..
وتأثرت قدرة الأفراد في تضمين اللحوم الحمراء في النظام الغذائي، بارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملات الوطنية، وانخفاض الأجور.
ومن جانبه، يرى الخبير الاقتصادي الأردني يوسف ضمرة، في حديث له مع شبكة “بي بي سي” البريطانية أن أبرز أسباب الغلاء لا يرتبط بالوضع الداخلي للدولة بل بالوضع العالمي والخارجي عامةً.
وأكد ضمرة على أن “الارتفاع الذي يحدث على المواد الغذائية سببه الأساسي خارجي، خاصة في سياق الحديث عن دول ليس لديها اكتفاء ذاتي مثل الأردن، وتضطر إلى الاعتماد على الاستيراد بشكل كبير، بما يترتب عليه أجوز نقل ورسومًا خاصة تفرضها عملية الاستيراد“.
وفي حديثه، أشار ضمرة إلى أن ارتفاع الأسعار عالميًا في ظل جائحة “كورونا” كان له دور بارز في التأثير على سعر البيع داخلياً.
ومن الجدير ذكره، أن الثقافة العربية ليست وحدها التي تحتفي بتناول اللحوم الحمراء، إذ لا تزال دول أخرى مثل الأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة في مقدمة دول “آكلي اللحوم”، وهو أمر يؤكد أن مائدة اللحوم ترتبط إلى حد كبير بالوفرة والرفاه.
وتتناقض هذه الصورة الشائعة عن المائدة العامرة باللحوم إلى حد كبير مع ما تخلص إليه الدراسات علمية الأخيرة من تحذيرات من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء بسبب ما يمكن أن تحمله من آثار سلبية على الصحة العامة، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار قبل التفكير في استهلاك اللحوم.