الأخبار

بالصور| “القرية المعلقة”.. عراق بورين مشهد فلسطيني ساحر

By سمية النجار

January 20, 2022

على سفح تله تزينها صخور تشبه في جمالها صخرة الروشة الواقعة على شاطئ بحر بيروت في لبنان، وفي مشهد غير مألوف لأشجار زيتون ونبات صبر نسج لوحةً من الخضار الآخذ، تترامى أطراف أراضي قرية عراق بورين الواقعة في المنطقة الجنوبية من مدينة نابلس.

ويأسر المشهد الجمالي نظر كل من يمر بالقرب من قرية عراق بورين ويشعر بخوف يبدده الاقتراب أكثر من الجرف أو “العِراق” كما يسمى باللهجة العامة، فهي معلقة على مرتفع صخري يُقدر بنحو 150 مترًا يزيدها جمالًا ورونقًا.

تقع قرية عراق بورين على بعد 6كيلومترات من مركز مدينة نابلس، ويحيط بها من الشرق نابلس وكفر قليل، ومن الجنوب قريتي بورين ومادما، ومن الغرب بلدة تل، وترتفع مسافة 780كم عن سطح البحر.

وفي الماضي، كانت عراق بورين جزءًا من قرية بورين، إلا أن بعض السكان اتخذوا منها مستقرًا أثناء عملهم في رعي المواشي والزراعة، بسبب خصوبتها ومراعيها الطبيعية ووفرة الماء، وأطلقوا عليها اسم “عراق بورين” وتعني كلمة “عراق” الصخرة الكبيرة المرتفعة.

ولم يكن عدد السكان الأصليين بداية القرن العشرين يتجاوز الـ80نسمة، أما الآن فيسكن القرية قرابة الـ1080 نسمة، وفقًا للتعداد العام للسكان الذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ينتسب جميعهم إلى حمولة عائلة “قادوس” ويتفرعون منها إلى عائلات الفقيه، وقعدان، وفرج وغيرها.

وتتسم القرية بطابع زراعي خاص، فإلى جانب شهرتها في أشجار الزيتون، تعتبر من أشهر البلدات الفلسطينية في نبات الصبر، ويوجد فيها ما يقارب 5000نبتة منه، وهو يحمل مذاقًا خاصًا يحفظه كل من تذوقه في موسمه في تموز وآب.

ويعتمد أهالي عراق بورين على الزراعة وتربية المواشي، كمصادر دخل، إضافة إلى عمل جزء منهم في وظائف حكومية.

ويدرس طلاب القرية في مدرسة واحدة قديمة استحدث بناؤها مؤخرًا، وهي مدرسة أساسية وثانوية، تدرس كلا الجنسين، و عددهم فيها لا يتخطى حاجز الـ200طالب وطالبة.

وخلال جولة خاصة لـ“تلفزيون المدينة” في القرية، قال المواطن نصر قادوس إن أهالي عراق بورين تؤلف بينهم مشاعر خاصة من المحبة والانتماء للقرية.

وذكر قادوس أن المجلس القروي في عراق بورين يقدم قطعة من الأرض بمقابل رمزي لكل شاب فور بلوغه سن الـ18، لتوطين جذورهم في أرضهم، في صورة مساهمة فعلية لحماية الأراضي من التغول الاستيطاني الآخذ بالتفشي في محيط القرية.

وأضاف قادوس لـ”تلفزيون المدينة” أن المجلس القروي عمل على شق طرق زراعية خاصة في جبال القرية، ونفذ عدة مشاريع تزفيت خاصة في المناطق التي تتعرض للتهديد الاستيطاني، إلى جانب تنفيذه مشاريع بنى تحتية لخدمة الصرف الصحي في البلدة القديمة من القرية.

وتمثل قرية عراق بورين نموذجًا يوثق الاعتداء الاستيطاني بحق الأرض والفلسطينيين، وبدأت هذه المعاناة مع قيام مستوطنتي “براخاه” و”يتسهار” المحيطة بالقرية، والتي يقدم مستوطنوها بالتهجم على المواطنين ويؤذونهم باستمرار.

ويطالب أهالي عراق بورين الحكومة الفلسطينية بالإسراع في إنجاز التسوية وتطويب أراضي القرية بشكل أساسي، إضافة إلى مطالبهم بإقامة عيادة صحية وحدائق عامة.

كتبت:سمية النجار