
كيف ارتبط “المقلاع” بشهيد بيتا أبو عياش؟
ارتقى أمس الجمعة، الشاب جميل أبو عياش خبيصة شهيدًا على قمة جبل صبيح في بيتا، تاركًا “مقلاعه” الذي لازمه مسيرة أشهر من النضال والتحدي، مضرجًا بدمائه الطاهرة.
وأنذرت الإشارة بوقوع حدث جلل في اللحظة التي أطلق فيها قناص جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاث رصاصات حية، باتجاه شباب بيتا، لتصيب إحداهن رأس الشاب خبيصة من الخلف، ما أدى لتناثر أجزاء من دماغه.
وأبو عياش، هو الشهيد التاسع الذي ارتقى عن قمة صبيح، وهو الرابع بين إخوته، يعمل نجارًا، ومتزوج منذ خمس سنوات، ولم يرزقه الله بأولاد.
ووصف المسؤول الطبي للمستشفى الميداني والمتطوع في الهلال الأحمر عبد الجليل حنجل في حديثه لـ”وفا” إصابة أبو عياش بأنها الأخطر من بين الإصابات التي وقعت خلال الشهور الثمانية الماضية، موضحًا أن القتل كان متعمدًا ومباشرًا، وفقًا لنوعية الإصابة.
وبحسب شهادة حنجل، جرى إطلاق مئات الرصاصات من النوع المعدني المغلف بالمطاط، إضافة لقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت خلال المواجهات أمس، ولفت إلى أن إجراءات الاحتلال المتمثلة بتجريف الطرق المؤدية الى جبل صبيح، كانت تشكل عائقا أمام عمل طواقم الهلال الأحمر.
“المقلاعة”.. أشهر أدوات المقاومة الشعبية
وتعتبر المقلاعة أو “المقليعة” أحد اشهر أدوات المقاومة الشعبية، التي يستخدمها الفلسطينيون ضد الاحتلال، ولعبت دورًا نضاليًا بارزًا خلال انتفاضة الحجارة عام 1987.
وسابقًا، استعملت “المقلاعة” أيام ثورة البراق عام 1928، وهي عبارة عن حبلين أحدهما أطول من الآخر يتوسطهن قطعة من الجلد أو من قطعة منسوجة من الحبال، ويضع فيه المقاوم حجر ويلوح فيه أكثر من مرة ليستمد قوة لقذف الحجر لأطول مسافة، وبعد الوصول إلى الدرجة القصوى، يفلت أحد طرفي الحبل ويبقى الاخر مثبتًا في إصبعه”.
ووثقت كثير من حالات الاعتقال في محاكم الاحتلال ضد الفلسطينيين، بناء على تهمة استعمال “المقلاعة”، كونها تشكل حالة إرباك لجنود الاحتلال.
كتبت: سمية النجار
المصدر: وكالة وفا