الشيخ عز الدين القسام.. 85 عامًا على استشهاد مفجر الثورة الفلسطينية
يوافق اليوم (20نوفمبر)، ذكرى استشهاد الشيخ عزّ الدين عبد القادر القسام الـ85، الذي قضى عام 1935 بعد معركة غير متكافئة مع الشرطة والجيش البريطاني جرت أحداثها في أحراش جبال الخطاف بالقرب من بلدة يعبد قضاء جنين.
عن حياته..
ولد عز الدين القسام في بلدة جبلة بمدينة اللاذقية السورية عام 1883م، ولمّا آنس منه والده رغبة في العلم أرسله إلى الأزهر في مصر ليقضي هناك ثماني سنوات تتلمذ فيها على يد ثلة من الشيوخ وتعلم العلوم الدينية والفقه والتفسير والحديث.
ثم عاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه بعد أن نال الإجازة العالمية الدّالة على تضلعه في العلوم الإسلامية، ثم غدا فقيهًا في كل ما جمع من العلوم والمعارف.
بدايات المقاومة
وكانت بدايات القسام السياسية عند اشتعال الثورة ضد الفرنسيين بسوريا حيث شارك فيها، وقد حاولت السلطة العسكرية الفرنسية شراءه وإكرامه بتوليه القضاء فرفض ذلك وكان جزاؤه أنْ حكم عليه الديوان السوري العرفي بالإعدام.
وفي الفترة الواقعة بين عامي (1919 و 1920)، ترك القسام قريته الساحلية، وباع بيته منتقلًا إلى قرية الحفة الجبلية ليساعد عمر البيطار في ثورة “جبل صهيون”.
وجرّاء إخفاق الثورة فرَّ الشيخ القسام إلى فلسطين مع بعض رفاقه عام 1921، واتخذ مسجد الاستقلال في الحي القديم بحيفا مقرًا له، واستوطن فقراء فلاحي الحي بعد أن نزحوا من قراهم، ونشط القسام بينهم يحاول تعليمهم ويحارب الأمية المنتشرة بينهم، فكان يعطيهم دروسا ليلية ويكثر من زيارتهم، وكان ذلك موضع تقدير الناس وتأييدهم.
ولاحقًا، التحق القسام بالمدرسة الإسلامية في حيفا، ثم بجمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيسا لها عام 1926.
وفي تلك الفترة، عكف القسام في الدعوة إلى التحضير والاستعداد للجهاد ضد الاستعمار البريطاني، ونشط في الدعوة العامة وسط جموع الفلاحين في المساجد الواقعة شمالي فلسطين.
القسام.. ووعد بلفور
وكان القسام يرى أن الاحتلال البريطاني هو العدو الأول لفلسطين، وكان يدعو أيضًا إلى محاربة النفوذ اليهودي الذي كان يتزايد بصورة كبيرة، وظل ينادي الأهالي إلى مواجهتهم.
وبدأ القسام بتأسيس ما يسمى بالخلايا السريّة وتدريبها وتجنيدها من أجل الكفاح، وبعد أن نال اليهود “وعد بلفور” رأى بعض الشباب المستعجلين من أبناء تنظيمه القيام بثورة في حين استحسن عز الدين التريّث ولبث سنين يعدّ للثورة الكبرى، حيث قام بتعليم أبناء القرى وتدريبهم على السلاح جيّدا وتلقى تعزيزًا مباشرًا وقويًا بالمال والسلاح من أمير الأردن الخزاعي.
وتسارعت وتيرة الأحداث في فلسطين عام 1935، وشددت السلطات البريطانية الرقابة على تحركات الشيخ القسام في حيفا، فقرر الانتقال إلى الريف، وأقام في منطقة جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك، وكانت أول قرية ينزل فيها هي “كفردان”، ومن هناك أرسل الدعاة إلى القرى المجاورة ليشرحوا للأهالي أهداف الثورة، ويطلبوا منهم التطوع فيها، فاستجابت أعداد كبيرة منهم.
ولاحقًا، اكتشفت القوات البريطانية مكان اختباء عز الدين القسام في قرية البارد يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، لكنه استطاع الهرب برفقة 15 فردًا من أتباعه إلى قرية “الشيخ زايد”، إلا أن القوات البريطانية لحقت به في الـ19 من الشهر نفسه.
وبعد ذلك، طوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكن القسام رفض واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلا، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات، سقط الشيخ عز الدين القسام وبعض رفاقه شهداء في نهايتها يوم 20 تشرين الثاني، وجرح وأسر الباقون.
وكان لمقتل القسام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وكانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك.
وتحول الشيخ القسام منذ ذلك الحين إلى علم من أعلام المقاومة، وذاع اسمه بعد أن أطلقت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اسمه على ذراعها العسكري والذي يشكل أبرز أذرع المقاومة الفلسطينية.
كتبت: سمية النجار
المصادر: مواقع إلكترونية