اجتماعياتالأخبار

مطعم عوكل .. الطعم الذي لم يتغير منذ 70 عامًا

ما أن تحط قدماك على أطراف شارع حطين في مدينة نابلس، حتى تستنشق الرائحة الشهية المنبعثة من أعمدة الدخان المتصاعدة، من أقدم المطاعم التي عُرفت لدى روّاد المدينة وزائريها، على مدى الـ 70 عامًا الماضية. 

لوهلة، يمكنك أن تتسائل كيف لمطعمٍ صغيرٍ أن يبقى صامدًا أمام هذه الأعوام بكل متغيراتها، محافظًا على شعبيته، ولذة طعامه، ربما يكمّن الأمر في السرّ الذي أورثّه الأب عوكل إلى أولاده جمال و حسّان، وكما يُقال إن لكل مهنة سرّ، وهذا سرّ مهنة مطعم عوكل الشهير. 

 “سرّ المهنة”

تعود حكاية المطعم، الذي يعدّ واحدٌ من أقدم مطاعم الشواء في بلدة نابلس القديمة، إلى عام 1952، حينما بدأ الأب عوكل مشروعه الصغير على هيئة عربة صغيرة، تتنقل بين أطراف الشوارع، وتجعل رائحة الشواء الشهيّة، أغلب زوار المدينة في شهوة لتجربة طعامها.

وعلى الرغم من لذة ما تقدمه عربة العم عوكل، إلا أنها فكرة وُلدت من رحم البساطة، وقُدر لها أن تستمر وتصبح مكانًا يقصده مرتادو المدينة حتى يومنا هذا. 

وعلى غرار مطاعم الشواء الأخرى، يتجهّز العم جمال عوكل نجل الحاج وليد عوكل، بعمره الستيني، لشقّ قطع اللحم، ووضعها في أسياخ الشوّاء المخصّصة لها، وسط انتظار زبائنه بفارغ الصبر؛ للانتهاء من شويها وتقديمها على رغيف من الخبر العربيّ الساخن.

قطعٌ من اللحم والدِهن يتوسطها قطعٌ أخرى من الطماطم والبصل المشويّة، يرتبها العم جمال لزبائنه بعناية، فموازنة الأصناف داخل الخبز هي أيضًا سرّ من أسرار مطعم عوكل، ويضيف: “أن سرّ الشواء في قطع الدِهن أو ما تُعرف بالعامية بـ “الليّة”، ويعتبر أنها تضفي على السندويشة طعمًا آخر. 

ويفيد جمال أن وجبات مطعمي عوكل لا تقتصر على شواء أطباق اللحم فقط، بل يتميز بتقديم أصناف عديدة يفضلّها زبائنه، كالكبد، والطحال، والقلب، و”المخ” المشوي. 

ويدير أولاد الحاج وليد عوكل مطعمين، واحدٌ في شارع حطين على مشارف بلدة نابلس القديمة، ويختص بتقديم الكفتة والكبدة المشوية، والآخر يتوسط ميدان الشهداء في مركز المدينة، ويقدّم أطباق وسندويشات اللحم المشويّ فقط. 

إرث العائلة

يقول حسّان الابن الثاني، إنه عمل مع والده في مهنة الشواء منذ أن كان طفلًا ذي 5 أعوام، ويرى نفسه أنه ترعرع وكبر على العربة التي أورثه إياها والده منذ حوالي 45 عامًا.

رغيفٌ تلو الآخر تصتفّ على موقد فحم كبير، وقطع من الدِهن تُرمى عن قصدٍ على الفحم المشتعل، كي تصدر رائحتها المميزة على الأرغفة المحمّرة، وبأيدٍ تعمل بجدٍ، وبلسانٍ متوكل، يردف حسّان: “لم نتعلم المهنة بل هي تيسير من الله ورزق وهبه لنا”.

 اجتمع الأخوة في هذا المكان لأكثر من 70 عامًا ليقدموا للزوار الذين يرتادونه من كل المناطق أشهى الأطباق المشوية على اختلاف أصنافها، فهل تذوقتم مشاوي عوكل من قبل؟!

كتابة وتحرير: هالة حسون

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض