الأخبار

بالصور.. كيف تبدو أجواء الزيتون في عصيرة الشمالية؟

من بين أشجار الزيتون الممتدة في أراضي قرية عصيرة الشمالية التابعة لمحافظة نابلس، وبطقوس فلسطينيية مميزة، التقى “تلفزيون المدينة” عائلة أبو ياسين مجتمعة في أرضها للقطاف، الجدة وأبناؤها ومعهم الحفدة.

الجدة أم محمد، تحدثت لـ”تلفزيون المدينة” بينما كانت تحمل بكلتا يديها “الكالوشة والمقواص” لتجمع العشب المتراكم تحت الأشجار، وقالت إن أهالي قرية عصيرة يتأخرون في قطف الزيتون، ولهذا نجد فيها زيتًا مميزًا يضرب فيه المثل في مناطق الشمال.

وفي الأرض، وضعت أم محمد “جولة” من الطعام كانت قد أعدتها مسبقًا، من القش وجلد السخل، فيها زيت وزعتر و”رصيع”، لا شك وشاي وقهوة، والجولة هي ما يشبه الحقيبة التي تستخدم لحمل الأشياء، وتصنع من القش وجلد الغزال أو جلد السخل، وتحمل فوق الرأس غالبًا.

وعن الزيتون، أوضح المهندس الزراعي ونجل الحاجة أم محمد حازم أبو ياسين، أن موسم الزيتون هذا العام جيد نسبيًا، فنسبة الزيت من الزيتون بلغت 26%، بما يعني أن كل 2.5 كيلو زيتون أنتجت كيلو من الزيت.

وتابع أبو ياسين مبينًا أن النسبة تفاوتت بين الوجه الشمالي الغربي من عصيرة والوجه الجنوب شرقي، حيث أصيبت أشجار المنطقة الشمالية الغربية بمرض عين الطاووس ما أثر على كمية المحصول سلبًا.

ولفت أبو ياسين إلى أن حمل الزيتون بات يتناقص عامًا بعد آخر، متأثرًا بظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تلعب دورًا كبيرًا في جودة المحصول، خاصة وأن أشجار الزيتون هي أشجار بعلية تعتمد بشكل رئيس على مياه المطر، وتتأثر بعوامل الجفاف والرياح بشدة.

وأشار أخيرًا إلى أنه يتعين على المزارع اليوم، الاهتمام بزيتونه واعتماد طرق الري الحديثة والتقليم المستمر ليجد وفرة في المحصول.

مدير بيت الصداقة الفلسطيني، محمد صوالحة عبر عن فرحته بموسم الزيتون، قائلًا إن الكل الفلسطيني ينتظر هذا الموسم، ويتفرغ له خصيصًا، خاصة وأن موسم الزيتون يعبر عن وحدة المجتمع الفلسطيني ولمة العائلة، وبه يلتقي الكبير والصغير  في الأرض التي تجمعهم ويتشاورون في أمورهم، مما يؤثر إيجابًا على العلاقات الاجتماعية.

وبحسب صوالحة، يلعب موسم الزيتون دورًا وطنيًا بارزًا، ويعبر عن قصة صمود وتحد في وجه الغاصب المحتل، ورغم أن الكثير من دول العالم تقطف الزيتون في هذا الوقت من العام إلا أن رمزية الزيتون تبقى فلسطينية أصيلة.

أهازيج وأغانٍ شعبية.. بينما تجدُّ العائلة زيتونها

واسترسلت العائلة بقطف الزيتون، على أنغام الأهازيج الشعبية الفلسطينية التي صدحت بها فرقة “الزنار”، وهي فرقة مكونة من 10 نسوة تقريبًا، من كبار العمر اللواتي يحفظن التراث قولًا وعملًا.

وتأسست الفرقة عام 2005، بمبادرة شخصية من نساء عصيرة، بهدف الحفاظ على التراث وإحياء المناسبات، ورغم أن الفرقة واجهت رفضًا في بداياتها، إلا أنها أثبتت نفسها محافظة على العادات والتقاليد والقيم الأخلاقية، بحسب مديرتها بثينة ياسين.

وتعقد الفرقة اليوم توأمة مع بيت الصداقة الفلسطيني، هدفها تعزيز حضورها محليًا، علمًا بأن بيت الصداقة مؤسسة مجتمعية أنشئت عام 1994 بهدف الاستثمار بالإنسان والحفاظ على التراث والرقي به في المحافل العالمية.

واختتمت الحلقة على سفرة فلاحة، تلخصت فيها معاني الوجود الفلسطيني وتراثه، فخبز الطابون كان حاضرًا، لا شك وزيت العام إلى جانب شاي الحطب.

كتبت: سمية النجار

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض