ردًا مدويًا على عملية اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى في أغسطس/2001، انطلقت رصاصات الجبهة الشعبية صوب وزير السياحة “الإسرائيلي” رحبعام زئيفي، ما أدت إلى مقتله على الفور.
العملية التي خطط لها القائد عاهد أبو غلمة، ونفذها الأبطال حمدي قرعان، وباسل الأسمر، ومحمد الريماوي، في فندق ريجنسي الموجود في مدينة القدس المحتلة، على بعد أمتار من مركز الشرطة الإسرائيلية، بعد أن دخلوا متنكرين بأسماء مزورة، وأقاموا في الفندق الذي يقيم فيه زئيفي، في صباح الـ17 من أكتوبر 2001، حيث انتظروا أن ينهي زئيفي إفطاره، وفي طريق عودته إلى غرفته حاصره الأبطال بمسدس كاتم للصوت، لفظ فيه أنفاسه الأخيرة.
وعقب العملية، أصدرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بياناً رسمياً تبنت فيه العملية وقالت فيه إن “مجموعة الشهيد وديع حداد الخاصة التابعة لكتائب الشهيد أبو على مصطفى أقدمت على اغتيال رمز من رموز الحقد الصهيوني الإرهابي المجرم رحبعام زئيفي صاحب فكرة الترانسفير العنصرية”.
وأضاف البيان: “ليعلم الإرهابي شارون أن الدم الفلسطيني ليس رخيصاً وأن من يستهدف قيادات ومناضلي الشعب الفلسطيني لن يبقى رأسه سالما”.
وأكد البيان أنه “من الآن وصاعدًا سيكون كل المستوى السياسي الصهيوني هدفًا لمجموعاتنا الخاصة .. وسنلقنهم دروسًا مؤلمة كرد على جريمة اغتيال القائد أبو على مصطفى واكثر من 60 مناضلاً فلسطينياً”.
ولاحقًا، اعتقلت السلطة الفلسطينية جميع من شاركوا بالعملية إلى جانب الأمين العام للجبهة أحمد سعدات في سجن أريحا في مايو/ أيار 2002، قبل أن يقتحم الاحتلال السجن في 14 مارس/ آذار 2006 ويتمكن من اعتقالهم والحكم عليهم بأحكام مدى الحياة.
وأحدثت عملية 17 أكتوبر ضجة كبيرة، باعتبارها أكبر عملية اغتيال ينفذها فصيل فلسطيني، وأطربت المسامع بأغنية “17أكتوبر.. زغرد كاتم الصوت”، التي حفل بها الفلسطينيون بكافة فصائلهم.
وفاء أبو غلمة، زوجة القائد عاهد تحدثت لـ”تلفزيون المدينة” في الذكرى الـ20 للعملية، وباركت مسيرته النضالية التي انطلقت مع صرخته الأولى عام 1968، في بيت فوريك شرقي نابلس.
وقالت أبو غلمة، إن عاهد انحدر من أسرة عرفت بمسيرتها النضالية، وفي سنة ميلاده استشهد خاله، إضافة إلى أقربائه الذين تجرعوا مرارات السجون وذاقوا حلاوة العزة والكرامة.
ومع انطلاقته في الحياة، شارك أبو غلمة في الحركات الشبابية الطلابية في مدارس نابلس أولا، وفي جامعته بيرزيت لاحقًا، واعتقل وهو في سنته الثانية، ثم أفرج عنه، ليتابع مسيرته النضالية في الجبهة الشعبية.
زوجته في حنينها للذكريات، استرسلت لـ”تلفزيون المدينة” وتابعت “عندما تقدم عاهد لخطبتي، أقمنا حفل خطوبة وفق عاداتنا، ولم يكن حاضرًا.. وحتى في زفافنا تغيب استجابة لظروف المطاردة والملاحقة، إذ كان مطلوبًا للاغتيال على قوائم قوات الاحتلال”.
ومع الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى اليوم في سجون الاحتلال، أعربت وفاء أبو غلمة عن أملها بالحرية العاجلة لزوجها ولجميع الأسرى.
وشددت على ضرورة ألا يبدأ التفاوض في الصفقة الجديدة إلا ويكون الأسير عاهد على رأٍس قائمة القادة برفقة الأسير مروان برغوثي، وإبراهيم حامد، وعبد الله البرغوثي، وحسن سلامة، وأحمد سعدات، وغيرهم من الأبطال الكثر.
كتبت: سُمية النجّار
تحرير: هالة حسون