سلاح فلسطيني الصنع، استطاع رغم بساطته ومحدودية اتساعه من الرصاص أن يثبت جدارته في مسيرة القضية الفلسطينية، وأن يحصد مئات الأرواح الصهيونية، ويرعب دولتهم المزعومة، التي تعجز مهما حاولت أن تقف في وجه تصنيعه.
فبـ”الكارلو”، تمكن منفذ عملية القدس فادي أبو شخيدم، صباح هذا اليوم، من قتل مستوطن وإصابة 4 آخرين -ثلاثة منهم من جنود الاحتلال- بجروح.
ما هو سلاح الكارلو؟
و”الكارلو”،سلاح يدوي بدائي الصنع، حمل اسم “سلاح الفقراء” خلال الانتفاضة الأولى نظراً لانخفاض سعره، وبات رمزاً من رموز المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي -خاصةً- خلال انتفاضة القدس (2015-2016).
ويصنع الفلسطينيون “الكارولو” في ورشات الحدادة أو الخراطة بتكلفة بسيطة، ويصمم مخزن بندقيته ليتسع 25رصاصة من عيار 9ملم، وهو يمثل نسخة مطورة خاصة عن بندقية “كارل جوستاف” سويدي الأصل، واستخدموه في الانتفاضتين الأولى 1987 والثانية عام 2000.
ووتتوفر ذخيرة هذا السلاح بشكل كبير، ولا يحتاج إلى مهارات قتالية عالية في استخدامه، فهو عديم الارتداد دقيق الإصابة، خاصة إذا ما صنع بصورة متقنة، وهو يعمل بموجب مدىً محدود لا يتجاوز المئة متر، ليشكل بذلك نقطة تحدٍ في وجه من يستخدمه.
وتكمن أهمية “سلاح الفقراء” بالنسبة لمستخدميه، بأنّه لا يحمل رقمًا تسلسليًا، أيّ لا يمكن تتبعه، وذلك على عكس بنادق “كلاشينكوف” روسية الصنع.
“عمليات نوعية” شاهدة على “الكارلو”
وبرز سلاح “الكارلو” بشكل واضح في عمليات إطلاق النار التي كان أبرزها للشهيد عماد عقل، ففي الرابع من مايو عام 1992 استخدم عقل بندقية “كارلو غوستاف” ضد قائد الشرطة في قطاع غزة الجنرال يوسيف آفنيبغد.
كما استخدم ” الكارلو” في عمليات فلسطينية نوعية عدة، منها تلك التي ضربت مركزًا تجاريا قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل أبيب مساء الـ8 من يونيو 2016، وخلفت 4 إسرائيليين قتلى، وأصابت 6 آخرون بجروح، كان قد نفذها الشابان محمد وخالد مخامرة من بلدة يطا قضاء الخليل.
ولاحقًا، استخدم في عملية أخرى في فبراير 2016 من قبل ثلاثة شباب في باب العمود بالقدس، وأسفر عن مقتل مجندة وإصابة عدد من الجنود، إضافة إلى عملية أخرى في الشهر نفسه في قرية القبيبة قرب مدينة القدس.
ومن الحجر والمقلاع وصولًا إلى السكينة وانتهاءً بالصواريخ، تلعب الأسلحة الفلسطينية على اختلافها ورغم بدائيتها وبساطتها، دورًا بارزًا في “زعزعة الأمن” لـ”إسرائيل” المدججة بأقوى أنواع الأسلحة الحديثة.
كتبت: سمية النجار
المصدر: مواقع الإلكترونية