الأخبار

104 أعوام على وعد بلفور.. رسالة من 67 كلمة أسست لقيام “إسرائيل” على أرض فلسطين

يصادف اليوم الثلاثاء، الثاني من نوفمبر/تشرين الأول، الذكرى الـ104 لوعد بلفور المشؤوم، وهو الوعد الذي أعطى فيه من لا يملك إلى من لا يستحق، وتضمن موافقة صريحةً بقتل وتشريد الفلسطينيين من أرضهم التاريخية، عام 1948.

وجاء الوعد في صورة رسالة أرسلها وزير الخارجية البريطانية عام 1917 آرثر بلفور إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة.

وتضمنت الرسالة “إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.

وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص رسالة بلفور على الرئيس الأمريكي ولسون، ووافق على محتواها قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا عام 1918، ثم تبعها الرئيس ولسون رسميًا وعلنيًا سنة 1919، وكذلك اليابان.

ردود الفعل

وبحسب وكالة “وفا” فإن ردود أفعال العرب تجاه “الإعلان ” اختلفت بين الدهشة والاستنكار والغضب، وبهدف امتصاص “حالة السخط والغضب” التي قابل العرب بها إعلان بلفور، أرسلت بريطانيا رسالة إلى الشريف حسين بواسطة الكولونيل باست تؤكد فيها الحكومة البريطانية “أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين، إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية”.

ولكن الحكومة البريطانية في الوقت نفسه أصدرت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في فلسطين، أن تطيع أوامر (اللجنة اليهودية) التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمان خليفة هرتزل، وكذلك عملت على تحويل قوافل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوربا الشرقية إلى فلسطين، ووفرت الحماية والمساعدة اللازمتين لهم.

“الغارديان” البريطانية

وفي الوقت الذي يصف فيه الفلسطينيون وعد بلفور، بأنه “جريمة ارتكبت بحقّه”، قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية خلال الهبة الأخيرة، أي في مايو الماضي ، إن دعم إعلانها لوعد بلفور عام 1917، كان من “أسوأ أخطائها”.

وقالت الصحيفة، في مقال افتتاحي نشرته بمناسبة المئوية الثانية لتأسيسها، إن “إسرائيل” المعاصرة “ليست الدولة التي توقعتها أو كانت تريدها”.

وأوضحت الصحيفة أن تأييدها لهذا الوعد واحتفائها به “ساعد في تسهيله (تنفيذه)”، ولفتت إلى أن رئاسة تحريرها “ناصرت (آنذاك) الصهيونية، الأمر الذي أعماها عن حقوق الفلسطينيين”.

الموقف الفلسطيني

وكان الرئيس محمود عباس قد أصدر قراراً بتنكيس العلم الفلسطيني على مؤسسات الدولة وسفاراتها وممثلياتها في دول العالم كافة، في ذكرى “إعلان بلفور”.

وجاء القرار الرئاسي، تنديداً “بإعلان بلفور”، وما تمخض عنه من تشريد للشعب الفلسطيني وسلب لحقوقه المشروعة، وتذكيراً للعالم أجمع، وبالذات المملكة المتحدة، بضرورة تحمل المسؤولية لتمكين شعبنا من حقوقه المشروعة المتمثلة في الاستقلال والحرية والعودة.

وفي هذه الذكرى الأليمة، جدد الفلسطينيون تشبثهم بالحقوق الوطنية المشروعة، المتمثلة في إقامة دولتهم المستقلة، وتقرير المصير وعودة اللاجئين، مع تمسكهم بخيار المقاومة، لدحر الاحتلال، في الذكرى الرابعة بعد المئة لـ “وعد بلفور المشؤوم”، وحملوا في ذات الوقت المسؤولية لبريطانيا، التي أعطت هذا الوعد لليهود، ليمكنهم بعد ذلك من احتلال أرض فلسطين، على وقع جرائم القتل والتدمير.

كتبت: سمية النجار

المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض