حقق الممثل الأميركي جورج كلوني شهرة واسعة في عمله الفني الممتد لعقود في هوليود، وكوّن ثروة كبيرة جعلته قادرا على رفض عرض سخي للظهور في مقطع دعائي يتطلب العمل لمدة يوم واحد فقط، مقابل الحصول على 35 مليون دولار، وذلك لأنه لا يتناسب مع قيمه الشخصية.
وجاءت تصريحات كلوني خلال مقابلة مع صحيفة “غارديان” (Guardian) البريطانية، عندما سئل عما إذا كان يرى أنه أصبح لديه ما يكفي من المال الآن، فرد قائلا “هذا صحيح، فقد عُرض عليّ تلقي 35 مليون دولار مقابل العمل ليوم واحد في إعلان تجاري لشركة طيران، لكنني رفضته”.
وكشف عن السبب وراء رفضه للعرض، قائلا “لقد تحدثت إلى زوجتي أمل حول هذا الموضوع، وقررنا أنه لا يستحق العناء، لأن الإعلان مرتبط بدولة، على الرغم من كونها حليفة فإنها تحوم حولها الشكوك في بعض الأحيان”.
وأضاف “لهذا السبب فكرت في أن هذا الأمر إذا كان سيحرمني من النوم لبضع دقائق، فإنه لا يستحق كل هذا العناء”.
وعلّقت المحاورة على كلام كلوني بقولها مازحة “شخصياً، سأتخلى عن دقائق من نومي مقابل 10 جنيهات إسترلينية، لكن كلوني يعمل في مستوى مختلف عن بقيتنا”.
كما تطرق كلوني خلال حديثه لآرائه السياسية، وأكد على مواقفه بالرغم من إدراكه التام لما يواجهه الممثلون عند انخراطهم في السياسة، وأضاف “كنت سأشعر بالخجل الشديد إذا لم أفعل ذلك، فمثلا خلال حكم (الرئيس الأميركي دونالد ترامب)، إذا لم أعلن عن معارضتي للأشياء الفظيعة التي ارتكبها، فسينظر لي أطفالي قائلين: كانوا يحتجزون الأطفال ولم تقل شيئًا!، وسيكون شعوري بالخزي أسوأ بالكثير من الهجوم الذي تعرضت له”.
لست مضطرا
وتحدث الممثل الأميركي -الذي هو أيضا مخرج ومنتج، وحاز على جائزتي أوسكار عن فيلمي “سريانا” (Syriana) و”آرغو” (Argo)- عن السبب وراء عدم ظهوره في العديد من الأفلام منذ زواجه عام 2014، وأنه أصبح يفضل الإخراج على التمثيل، فقال “بشكل عام، ليس هناك الكثير من الأدوار الجيدة، ولست مضطرا أن أمثل”.
وأضاف “لقد خضت هذه المحادثة مع زوجتي حين بلغت 60 عاما الصيف الماضي، فكلانا يحب ما يفعله، وعلينا التأكد أننا لا نقوم بأعمال سخيفة، ونعيش حياتنا كما نريد”.
ويعمل كلوني حاليا على إخراج فيلمه “بار العطاء” (The Tender Bar) من بطولة النجم الأميركي بن أفليك، ومن المقرر أن يعرض في 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كما كشف خلال حواره أنه متجه إلى أستراليا قريبا للعب دور البطولة في فيلم “تذكرة إلى الجنة” (Ticket to Paradise) الذي يجمعه مجددا مع جوليا روبرتس.
ممثل ورجل أعمال
ولشهرته الواسعة، كسب كلوني (60 عاما) أموالا ضخمة من أفلامه، كما حصل على أكثر من 40 مليون دولار لعمله الدعائي مع علامة القهوة التجارية السويسرية “نسبريسو” (Nespresso).
وإلى جانب أعماله الفنية، نجح كلوني في كونه رجل أعمال، وباع شركة المشروبات الخاصة به قبل 4 سنوات مقابل مليار دولار، مما جعله الممثل الأعلى أجرا عام 2018 بحسب قائمة مجلة “فوربس” (Forbes) الأميركية، على الرغم من عدم ظهوره في أي فيلم ذلك العام أو الذي قبله.
كلوني والملايين
ولدى كلوني تاريخ في التخلي عن ملايين الدولارات، إذ كشف قبل عام أنه قدم هدية ضخمة لأصدقاء مقربين بلغت قيمتها 14 مليون دولار، وذلك تقديرا لدعمهم غير المنقطع له، خاصة خلال أوقاته الصعبة.
وحكى القصة المثيرة خلال حوار له مع مجلة “جي.كيو” (GQ)، قائلا إن ذلك حدث عام 2013 بعد حصوله على الكثير من الأموال مقابل دوره في فيلم “جاذبية” (Gravity)، وقرر مشاركة هذا النجاح مع رفاقه.
وأضاف “هؤلاء الرجال ساعدوني جميعا على مدى 35 عاما، لقد نمت على أرائكهم عندما مررت بأزمات مادية، وأقرضوني المال عندما كنت مفلسا، ولولا وجودهم لما كان لدي أي من هذه الأموال”، وقام بدعوة أصدقائه البالغ عددهم 14 إلى منزله، وقدم لكل منهم مليون دولار.
كما قدم 20 مليون دولار عام 2017 لمؤسسة “كلوني للعدالة” التي أنشأها مع زوجته أمل علم الدين، المحامية في مجال حقوق الإنسان، والتي تهدف إلى دعم اللاجئين والمجتمعات المهمشة حول العالم.