الأخبار

بعد عامٍ من الجريمة.. عمارنة يشتكي الإهمال

كتبت: هالة حسون

مرّ عامٌ كاملٌ على استهداف جنود الاحتلال المصور الصحفيّ الفلسطينيّ معاذ عمارنة، بنيرانهم التي أفقدته عينه اليسرى، بعد أن فقأتها رصاصة جندي إسرائيليّ خلال تغطيته لمسيرة ضد الاستيطان في بلدة صوريف في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المنصرم، غرب الخليل.

شظايا الرصاصة التي ما زالت عالقة في رأس معاذ، والتي تمنعه من النوم ليلًا ونهارًا، تزداد احتمالية حركتها من مكانها، حال أيّ حركة غير متوقعة من معاذ، فبحسب تشخيص الأطباء فقد أصيب عمارنة أيضًا بكسر في الجمجمة جرّاء تعرضه لشظايا “رصاصة مرتّدة”، علِقت في الحاجز الفاصل للدماغ، وتتعدى احتمالية اختراقها الحاجز بنسبة 2%.

وشارك ناشطون وصحفيون فلسطينيون وفنانون عرب حينها، صورهم بأعين مضمّدة تضامنًا معه، حيث صُنِف وسم #عين_معاذ #عين_الحقيقة_لن_تنطفئ،  “بالترند” على مواقع التواصل الاجتماعي.

ناصر سنتر.

ولكن، وبعد مرور عام على إصابته لم يجد معاذ أيّ اهتمام عملي بقضيته على الرغم من الصدى والاهتمام العالمي الكبير  الذي حصده، فبرغم من الوعود والتي وصفها “بوعود في الهواء”، إلّا أنه يتعرض لسياسة إهمال من قِبل الجهات المختصة التي تُعني بالصحفيّ الفلسطينيّ.

وفي لقاء خاص عبر شبكة ” أجيال”، أشار معاذ إلى العام الماضي، بعام مليئًا بالخذلان، قائلًا: “لا استطيع وصف حجم الألم الذي أتعايش معه كل يوم، لكن عقب جميع الأحداث التي مررت بها، أصبح تفكيري يحط فقط باتجاه واحد، وهو معرفه ما سيكون مصيري ومصير عائلتي وسط الوعود التي ما زالت قيد التنفيذ منذ عام كامل!”.

وأضاف أن الخذلان الذي اختبره جاء من الجهات المعنية بحماية الصحفي الفلسطيني، فبعد الشهر الأول من إصابته، قُدمت له وعود بعلاجه وتوفير ظروف معيشية أفضل، من خلال إدراجه بوظيفة رسمية تناسب إصابته، لكن جميع الوعود تبخرت، وانطوت قضية معاذ.

وبحسب قوله، فإن الجهة الوحيدة التي ساندته في محنته، كانت وزارة الصحة، إذ قدمت له العلاج منذ لحظة إصابته خطوة بخطوة، وكانت آخرها تركيب عين تجميلية زجاجية.

وأفاد بأن الأمر الوحيد الذي عملت عليه نقابة الصحفيين، هو الاتجاه لمحاسبة الاحتلال عبر الاتحاد الدولي للصحفيين في محكمة الجنايات الدولية فقط.

وطالب عمارنة نقابة الصحفيين بالوفاء بوعودها وتوفير وظيفة تناسب وضعه الصحي، بعد فقده لعمله جرّاء الإصابة، موضحًا أنه قام بإدارج اسمه في مؤسسة الجرحى للحصول على راتب بقيمة 750 شيكل، والذي لا يصلح في تأمين مصاريف فرد واحد من أفراد عائلته – على حد تعبيره.

ووصف معاذ حياته خلال عام إصابته، بحياة شخص عاجز يزيد عمره عن الـ 90 عامًا، إذ أن إصابته جعلته شخصٌ إنعزالي، وإنطوائي، لا يفكر بشيء سوى كيفية الحفاظ على حياته، منتظرًا فقط إجابة لسؤاله هل سيعيش يومًا آخر أم هل سيُصاب بشلل في يومًا ما ويفقد نظره أم لا.

وأضاف: “وقوف عائلتي بجانبي وزملائي الصحفيين والعالم أجمع كان يخفف من ألمي، على الرغم من الخوف الذي يقيدني أحيانًا من عدم قدرتي العودة لعيش حياة طبيعية كأيّ شخص آخر، وعلى الرغم من طمأنه الأطباء بأن نسبة تحرك الشظية من تلقاء نفسها لا تتعدى 2%”.

وقدّم أطباء مستشفى هداسا “الإسرائيلي” نصيحتهم، بألّا تُستخرج شظايا الرصاصة من دماغه; لارتفاع احتمالية فقدانه العين الأخرى، أو حدوث شلل أو إعاقة دائمة في حال إزالتها.

وأردف: “حاولت طوال العام من إصابتي ألّا أفصح عن جميع المخاوف والأفكار السلبية التي تختلجني، وأن أكون داعمًا للناس لرفع معنوياتهم من خلال إصابتي; لأكون في أعينهم الصحفي المثابر الذي لا يؤثر عليه شيء، لكي لا أسبب الخذلان لأحدهم، لكن الحقيقة هي أني لم أستطع أن أواجه كل مخاوفي، وأن أعيش في اتجاهات صعبة جدًا لوحدي، الأمر الذي حال إلى لجوئي لطبيب نفسي”.

وكان عمارنة يعمل مصورًا حرًا، لصالح وكالة “جي ميديا” وأُصيب بالرصاص الإسرائيلي خلال إنجازه لتغطية ميدانية، رغم ارتدائه السترة الواقية والخوذة التي تميز الصحفيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض