الأخبار

“اليتم مرتين”.. خطيبة الشهيد الأسير سامي العمور تنزف من جرح لا يلتئم

By سمية النجار

November 18, 2021

بدموع عينيها، وسنوات انتظار طوال، بكته، حزنًا على اكتمال الفراق وامتداده إلى الأبدية، وعلى أمل كان خافتًا، لكنه الآن انطفأ.

فعلى مدار 14 عامًا، عاشت غادة أبو جامع (32 عامًا) خطيبة الشهيد الأسير سامي العمور على أمل لقاء خطيبها، الذي كان أنيسها في ليالي الوحدة الباردة، وها هي اليوم موعودة بلقائه في صورة نظرة وداع ستظل عميقًا في ذاكرتها.

وبلحظة، تحوّل حلم غادة في أن تزف عروسًا إلى كابوس، بعد أن قضى عريسها في سجون الاحتلال شهيدًا، نتيجةً للإهمال الطبي المتعمد، حيث كان يعاني من مرض خلقي في القلب، ويزداد وضعه سوءًا كلما تقدم به العمر.

وبغصة وصوت مرتعش، تقول غادة لـ“تلفزيون فلسطين” إنها تلقت خبر استشهاده من مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم معرفتها بأنه كان يعيش على المسكنات وكان يعاني من الاستفراغ والإسهال المستمر، لكنها لم تتوقع أبدًا أن يستشهد، لتكون الصدمة عميقة في نفسها.

وتضيف غادة أنها لم تنم ليلة استشهاده، وكانت تنتظر خبرًا جيدا عنه بعد انقطاع صوته لأيام نتيجة التعب الشديد.

“اليتم مرتين”

وتسبب الاحتلال بجرح غادة مرتين، أولها بعد أن استشهد والداها، لتبقى وحيدة يشاطرها طول الليالي طيف سامي الذي كان بمثابة الكتف الحنون، والملجأ الذي يصبرها على مرارة اليتم والوحدة، لكنه الآن غادر إليهم، ليُترَكَ جرح غادة ينزف قهرًا ووجعًا لا دمًا.

دموع أمه..

أما والدة العمور فصرّحت قائلة “لم يكن ابني مريضاً بل عانى من المرض مؤخراً ولو لاقى علاجاً واهتماماً لما استشهد، فهو قضى سنوات عديدة في السجون واعتقل أكثر من مرة، وقضى معظم شبابه في السجون”.

وأضافت أنها كانت تنتظر الإفراج عنه لتفرح به، لافتةً إلى أنهم كانوا على وشك عقد قرانه استعدادًا للإفراج عنه والفرح به، خاصة بعد أن علقت الآمال بأن يجتمع بالعائلة في أي صفقة قادمة.

وطالبت الوالدة المؤسسات الإنسانية والحقوقية بالإفراج عن جثمان العمور، قائلةً:” نريد رؤيته على الأقل وهو مستشهد، يكفي أننا لم نره حيًا، وحرمنا منه لسنوات عديدة.. أنا عن نفسي لم ألمحه أو أره منذ سنوات”.

من هو الشهيد الأسير العمور

واستشهد الأسير سامي العمور فجر اليوم الخميس، من داخل مستشفى “سوروكا” الإسرائيلي في بئر السبع، وذلك نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.

وذكر نادي الأسير الفلسطيني أن “الأسير العمور من مدينة دير البلح في قطاع غزة ومعتقل منذ عام 2008، ومحكوم بالسجن 19 عامًا، وطوال هذه السنوات حرمه الاحتلال من زيارة العائلة، حيث تمكنت والدته من زيارته لمرات محدودة في بداية اعتقاله فقط”.

وتابع نادي الأسير، أن العمور “ارتقى شهيدًا نتيجة لسياسة وجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)”.

وبين أنه “كان يعاني من مشكلة خَِلقية في القلب تفاقمت جراء سياسة الإهمال الطبي والمماطلة في متابعة وضعه الصحي، وظروف الاعتقال القاسية التي تعرض لها على مدار سنوات اعتقاله، ونُقل قبل عدة أيام من سجن “نفحة” إلى سجن “عسقلان”، وجرى نقله لاحقًا إلى مستشفى “سوروكا”، حيث خضع لعملية جراحية وفشلت، وبالأمس خضع لعملية أخرى، وصباحًا أُعلن عن استشهاده.

وبارتقاء الشهيد العمور، يقول نادي الأسير، إن “عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال ارتفع إلى 227 شهيدا منذ عام 1967، منهم 72 أسيرًا ارتقوا نتيجة لجريمة الإهمال الطبي”.

كتبت:سمية النجار

المصدر:مواقع إلكترونية