مع نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تبدو مخاوف المزارعين واضحة من تأخر نزول المطر هذا العام على الأراضي الفلسطينية؛ ما يعكس سلبًا على محاصيلهم الزراعية.
وما إن يقترب فصل الشتاء، يُسارع المزارعون بتوزيع الأسمدة داخل أراضيهم استبشارًا بنزول الأمطار، غير أن انحباسها حتى يومنا يُعيدهم لدائرة الخوف من تلف المحاصيل الزراعية.
وينتظر المزارعون الفلسطينيون بوادر أمطار الخريف، لكنّها تأخرت هذا العام، فيما شهدت فلسطين خلال الأعوام السابقة موسم جفاف؛ ما تسبب في خسائر فادحة للمزارعين.
يعرف “الانحباس المطري” أنه ظاهرة توقف المطر وانقطاعه؛ وذلك بسبب ما يحدث من تدفق شديد لهواء قطبي بارد نحو مناطق مختلفة من القارة الأوروبية وخاصة الأجزاء الغربية منها وكذلك الأجزاء الشمالية الغربية من أفريقيا.
ويشعر المزارع الفلسطيني عبد أبو السعيد الذي يمتلك 70 دونمًا بالقلق جراء استمرار انحباس المطر، وهو الذي كان يعتمد على مياه الأمطار لري أرضه التي تحتويها الخضروات على بعد مئات الأمتار من الحدود الشرقية جنوب قطاع غزة.
ويقول “أبو السعيد” لـ “وكالة سند للأنباء”، إنه من الطبيعي أن نتأقلم مع طبيعة المناخ، فالمحاصيل التي تعتمد على مياه الأمطار، نزرعها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني بدلًا من شهر أكتوبر، إذ أصبحنا نعتمد على خطتنا الزراعية بحسب المناخ وتغيراته”.
وعن الخطة الزراعية، يُضيف: “نقوم بمد شبكات تكميلية وهي طريقة تنقل بها المياه من مصدرها إلى الرشاشات من خلال شبكات من الأنابيب المركبة بحالة ثابتة تكون غالبًا تحت سطح الأرض”.
ويُشير إلى أنه يقوم بري المحاصيل مرتين من أجل الاستفادة من الموسم قدر المستطاع خوفًا من تأخر المطر.
وأكد “أبو السعيد” أن تأخر المطر يؤثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية في قطاع غزة وخاصة المحاصيل البعلية مثل؛ القمح والشعير والتي تعتمد في زراعتها على مياه الأمطار.
“الظروف المناخية”
بدوره توقع الراصد الجوي ليث العلامي، أن تنتهي حالة الانحباس المطري في فلسطين نهاية الأسبوع الجاري، مشيرًا إلى أنها إشارات أولية قيد الدراسة على الخرائط الجوية قد تتغير سلبًا أو إيجابًا.
وأكد “العلامي” لـ “وكالة سند للأنباء”، أن فلسطين لم تتأثر بحالاتٍ ماطرة منذ بدء فصل الخريف في 22 سبتمبر/أيلول المنصرم.
وأرجع ذلك إلى علاقة عكسية تربط مناخ فلسطين بمناطق القارة الأوروبية خاصة وسط وغرب القارة، فكلما تأثرت تلك المناطق بمنخفضات الكتل الهوائية الباردة وسقوط الأمطار، تكون الفرص أكبر لتأثر منطقة بلاد الشام بالمرتفعات الجوية؛ والعكس صحيح.
وحول المرتفع الجوي، أردف “العلامي” أن ذلك بسبب حرارة الأجواء بدرجات الحرارة وفق معدلاتها المعتادة كل عام.
وأوضح أنه بالرغم من عدم وجود أمطار لكنّ أن الحرارة ليس أعلى من معدلها السنوي، لافتًا إلى أن المرتفع يعمل كحائط لوصول المنخفضات الجوية للمنطقة.
وذكر “العلامي” أن الأجواء الخريفية ستبقى مستقرة حتى منتصف الأسبوع الجاري، متحدثًا عن إشارات غير ثابتة بوجود حالة ماطرة مقبلة على المنطقة نهاية الأسبوع، آملًا أن يحمل شهر نوفمبر/تشرين الثاني في طياته التغيرات الإيجابية لصالح الأمطار.
وفي سياق متصل، أشار أن الانحباس المطري يؤثر سلبًا على المزارعين ومحاصيلهم الزراعية، مبينًا أن ثمة محاصيل تعتمد على “سُقيا المطر”، وتأخر نزول الأمطار يؤدي إلى وجود آفات زراعية تؤثر على المحاصيل بالتلف.
كتبت: إيمان شبير
المصدر:وكالة سند الإخبارية