ما زال الكشف عن تفاصيل عملية هروب ستة أسرى من سجن “جلبوع” يوم الاثنين الماضي، في موضع حيرة وترقب لدى جيش الاحتلال، في ظل وجود ثغرات ساعدت الأسرى على انتزاع حريتهم من قيد السجّان بدهاء.
وكشفت قناة “11” العبرية تفاصيل جديدة عن عملية “نفق الحرية“، عقب عثور جنود الاحتلال على “مجرفة” في المكان، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة كيفية تهريب آلة كبيرة للزنازين دون انتباه حرس السجون.
واستنكرت القناة في تقرير نشرته صباح اليوم، عدم التعامل الجيش مع “الفشل الهندسي” في بناء السجن، إذ عُثر على فراغات أسفل السجن عام 2014، بعد رصد محاولة هروب سابقة من ذات السجن.
وتساءلت القناة، عن قيام الأسرى الفاريّن من استغلال الفراغات ذاتها للهروب من السجن، معربةً عن استيائها من عدم ملاحظة السجّانين تحركات الأسرى طوال فترة حفر النفق.
وكما أعربت القناة عن استغرابها من قرار إدارة سجن “جلبوع” بوضع 3 أسرى جرى تعريفهم بأن لديهم خطرٌ كبيرٌ للهروب، في غرفة واحدة إذ كان من المفترض أن تقوم مصلحة السجون بالفصل بين هؤلاء الأسرى.
وشجبت القناة بشدة عدم قيام حراس السجن برصدهم عبر الكاميرات خلال خروجهم من فتحة النفق، مشيرةً إلى أن المجنّدة في برج الحراسة كانت نائمة.
باتوا مسلّحين
من جهة أخرى، توّقع محللين عسكرين للقناة أن الأسرى الستة الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن الجلبوع باتوا مسلحين.
كما توّقع أن استشهاد الأسرى في اشتباك مسلح أثناء محاولة اعتقالهم في حال وصل جيش الاحتلال إليهم سيؤدي إلى تصعيد الأوضاع الأمنية مع قطاع غزة.
وأفاد بأن جيش الاحتلال لم يقتحم جنين حتى الآن، ويحاول الاعتماد على المعلومات الاستخباراتية للوصول للأسرى الستة، اذ اجمعوا أن أيّ اقتحام لجنود الاحتلال والقوات الخاصة لمخيم جنين، سيؤدي إلى اشتباكات مسلحة بين مقاومي جنين والجنود من مسافة صفر.
اعتقال مساعدي الأسرى
واعتقلت قوات الاحتلال يوم أمس، خمسة شبان من قرية الناعورة الواقعة في مجلس جلبوع الإقليمي، قبل أن تطلق سراح معظمهم في ساعات المساء وتبقي على اعتقال واحد.
واعتقل جيش الاحتلال مساء أمس الثلاثاء، خمسة شبان من قرية ناعورة الواقعة ضمن مجلس جلبوع الإقليمي، زعمت أنهم قدموا المساعدة للأسرى بعد تمكنهم من الخروج من سجن “جلبوع”.
وونقلت شبكة “جرمق” عن مصادر وصفتها بالخاصة أن قوات الاحتلال اعتقلت 3 شبان، ثم استدعت اثنين آخرين وحجزتهم حتى ساعات المساء.
وأوضحت المصادر أن المعتقلين هم: الشيخ فائق زعبي، وشابان يعملان في مخبز بالناعورة وهم من قرية المشهد، وشاب يعمل على نقل عمّال الضفة، وشابٌ آخر.
وذكرت أن عناصر الجيش حققت مع الشيخ فائق بعد اشتباه دخول الأسرى الفاريّن إلى “متوضأ” مسجد جعفر الطيّار في قرية الناعورة، وعليه اعتقلت شيخ المسجد للتحقيق معه وأطلقت سراحه لاحقًا.
أما عن العاملين في المخبز فكشف مصدرٍ خاص أن التحقيق معهما دار حول طلب أشخاص منهما إجراء مكالمة هاتفية وقالوا إنهم تائهين، مشيرة إلى أنها أخلت سبيل واحد منهم، واحتجزت الآخر.
وأوضح عضو مجلس الناعورة نور زعبي أن شرطة الاحتلال اعتقلت الشبان بعد أن قامت بتفتيش كاميرات المراقبة الخاصة بمخبزهم في الناعورة، في حين تنتشر أقاويل برصد كاميرات المراقبة دخول أشخاص يشتبه أن يكونوا من الأسرى الذين نجحوا بالخروج من سجن جلبوع أثناء دخولهم إلى حمامات مسجد قريب من المخبز بعد حوالي ساعتين من عملية هروبهم.
كتبت: هالة حسون