اليوم الـ 38.. حلقة الحصار والموت تضيق على مستشفيات القطاع
استغاثات لا تنقطع، ونداءات لا صدى لها، أين العالم؟ أين العرب والمسلمون؟ السؤال البديهي الذي يردده المحاصرون داخل مجمع الشفاء الطبي وباقي مستشفيات مدينة غزة، وهم يواجهون مصيرهم وحدهم تحت مرأى ومسمع العالم، ليعلموا لاحقًا أنهم لا يخاطبون إلا عالمًا أعمى وأصم!.
“الكلاب المسعورة تنهش أجساد الشهداء في ساحة المستشفى”، “نحن ننتظر الموت في كل لحظة”، “نتناول التمر والماء منذ أيام لنبقى على قيد الحياة”، “نتاقسم لقمة التمر مع النازحين بالمستشفى”، “كل ساعة تمر نودع مزيدًا من المرضى الذين يستشهدون نتيجة قطع الكهرباء وانعدام مقومات العلاج والحياة داخل المستشفى”.
نداءات هي غيض من فيض، تطلقها الطواقم الطبية من داخل مجمع الشفاء الطبي، على مدار الساعة، إلى جانب مناشدات لباقي المستشفيات في مدينة غزة، والتي تحاصرها الدبابات وتضيّق الخناق عليها.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قال إن 11180 شهيدا منهم 4609 أطفال و3100 امرأة استشهدوا منذ بدء العدوان.
مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، أكد خروج المستشفى تماما عن الخدمة، مرددًا: “المستشفى تحوّل إلى مقبرة”.
وأضاف: “وضع المستشفى مأساوي، نحن بلا ماء أو غذاء أو كهرباء”.
وأكد مدير المستشفى أن الاحتلال هو من يؤخر ويعيق دخول الوقود للمستشفى، وقال: “نريد استلام الوقود عبر المؤسسات الدولية كالصليب الأحمر، وبالكميات الكافية لتشغيل المستشفى، مشيرًا إلى أن كمية الوقود التي يتحدث عنها الاحتلال لا تشغل جهازا واحدا في المجمع الطبي.
ولفت إلى أن المستشفى بحتاج إلى 8 آلاف لتر على الأقل يوميا؛ لتشغيل المستشفى والاحتلال يتحدث عن 300 لتر فقط، تبعًا لقوله.
من ناحيته، قال المدير الطبي لمستشفى شهداء الأقصى، إن ما بحوتهم من وقود سوف ينفد خلال يوم أو يومين ما يعني الخروج التام للمستشفى عن الخدمة.
وأضاف: “نجدد الاستغاثة للهيئات الدولية لسرعة إدخال الوقود إلى المستشفيات لتدارك الكارثة، بسبب التكدس نعالج المرضى على الأرض ولا نستطيع استقبال حالات جديدة
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن قصفًا متجددًا شنته قوات الاحتلال على محيط مستشفى الشفاء وساحاته، لافتًا إلى أن قوات الاحتلال استهدف عددا من النازحين من مستشفى الشفاء”.
وتابع: هناك 3 أطفال استشهدوا بالحضانات، والعديد من المرضى بسبب توقف المولد في مشفى الشفاء، ومع مرور الوقت وفقدان الوقود سنفقد العدد الأكبر من مرضى الرعاية المركزة والرضع”.
وأوضح: “إذا لم يتوفر الوقود لمستشفيات جنوب غزة ستتوقف عن الخدمة بعد يومين، مشيرًا لوجود أكثر من 100 جثة في مجمع الشفاء ولم تصله أي سيارة إسعاف خلال اليومين الماضيين
من جانبها، دعت منظمة أطباء بلا حدود، لوقف الهجمات على مستشفيات غزة وتوفير ممر آمن لمن يرغبون في مغادرتها، مشيرة إلى أنها فقدت الاتصال بموظفيهاا داخل مستشفى الشفاء” .
غارات وتطورات العدوان..
لم تبرح طائرات الاحتلال سماء غزة، وواصلت صب نيرانها على منازل المواطنين لليوم الـ 38 على التوالي، في حرب هي الأكثر شراسة ودموية.
وأسفر قصف من طيران الاحتلال لمنزل يعود لعائلة الأغا قرب مسجد الأمين في السطر الغربي لخانيونس عن 5 إصابات في صفوف المواطنين.
وخلال الليل يسمع انفجارات ضخمة واشتباكات عنيفة في منطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، وبالقرب من مفترق الغزالي في حي الشيخ رضوان، كما استهدفت طائرات الاحتلال محيط مسجد شهداء الأقصى في حي الصبرة، وواصلت مدفعية الاحتلال إطلاق قذائفها المدفعية على شارع الجلاء.
وشن طيران الاحتلال سلسلة غارات على مخيم النصيرات وسط القطاع، وقصف أهدافا في رفح ومحيط تل السلطان جنوب القطاع، وقصف مصنعا للبلوك ومقبرة بني سهيلا شرقي خان يونس، وشن غارات بالقرب من مدينة حمد في خانيونس.
فيبلدة القرارةشمال شرق خانيونس، انتشلت طواقم الإسعاف والمواطنون مساء أمس جثماني شهيدين شقيقين من تحت أنقاض منزل لعائلة القدرة في البلدة.
واستهدف القصف محيط مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة، وقصف مدفعي متواصل شرق خانيونس.
في حين، سُجّل ارتفاع عدد الشهداء في استهداف قرب منزل لعائلة قديح في بني سهيلا شرق خانيونس الى 5 شهداء.
ومواصلة لاستهداف المساجد، قصف الجيش مسجد شهداء الأقصى في الصبرة، كما استهدف صاروخ استطلاع منزلًا على شارع صلاح الدين محيط مدخل البريج.
واستشهد 7 مواطنين بينهم 3 أطفال في قصف استهدف منزلا شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة.
كما استهدفت طائرات الاحتلال محيط مستشفى القدس غرب مدينة غزة بالقنابل الفسفورية.
المصدر: سند