فصائل بمنظمة التحرير ترفض المشاركة الفلسطينية باجتماع شرم الشيخ
أكدت 3 فصائل منضوية في إطار منظمة التحرير أن المشاركة الفلسطينية في اجتماع شرم الشيخ لم تكن نتيجة أي قرار نظامي في اللجنة التنفيذية أو الاجتماع القيادي الذي قرر وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأقر خارطة طريق محددة للتعامل مع الاتصالات المختلفة في هذا الشأن.
وطالبت الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) في بيان مشترك اليوم السبت، الرئيس محمود عباس بوقف المشاركة الفلسطينية في الاجتماع، ودعوا كذلك، مصر والأردن إلى إلغاء هذا الاجتماع، وعدم المضي في هذا المسار الذي وصف بـ”بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة”.
وأوضحت أن النتائج المترتبة على المشاركة “غير ملزمة لنا، وخاصة أننا سبق أن دعونا لعقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمراجعة قرار المشاركة في اجتماع العقبة ومجمل هذا المسار الأمني، ولم تتم الاستجابة لذلك”.
وقالت إن “هذه الاجتماعات باتت ذات طبيعة أمنية منفصلة عن جوهر القضية السياسية للشعب الفلسطيني والمتمثلة في إنهاء الاحتلال، كما أنها بدلاً من أن تساعد على تعزيز التكاتف الداخلي في مواجهة عدوانية النازية الجديدة لحكومة الاحتلال، فإنها ستزيد من عوامل الانقسام والضعف في مواجهة المخاطر القائمة”.
من جانبه، دعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إلى إلغاء اجتماع شرم الشيخ مع ممثلي حكومة الاحتلال، وطالبت السلطة الفلسطينية بعدم المشاركة فيه.
وقالت المبادرة في بيان لها: “هناك ما يكفي من الأسباب لرفض المشاركة في هذا الاجتماع وأولها عدم السماح لحكومة الاحتلال باستغلاله للتغطية على جرائمها، وثانيا أن هذه الحكومة تنكرت لبيان العقبة قبل أن يجف حبره، وارتكبت مجزرة حوارة وبعد ذلك مجزرة جنين، وستكرر سلوكها بالتأكيد إن عقد اجتماع شرم الشيخ”.
وأضاف أن الاحتلال يرفض أي “تجميد للنشاط الاستيطاني الذي تصاعد بشكل خطير بقرار بناء 13 مستعمرة جديدة وعشرة آلاف وحدة استيطانية ويواصل اعتداءاتها ومجازرها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني”.
وجددت المبادرة تحذيرها من التنسيق الأمني وحذرت من الضغوط الأميركية والإسرائيلية لجر الفلسطينيين إلى صراعات داخلية وهم يتعرضون لمجازر الاحتلال وهجمات المستوطنين المسعورة وعمليات الضم الفعلي للضفة.
وقالت إن المطلوب التوجه نحو توحيد الصف الوطني وإنهاء الانقسام وبناء قيادة وطنية موحدة على استراتيجية وطنية كفاحية مقاومة للاحتلال ونظام الابرتهايد العنصري، واحترام إرادة الشعب الفلسطيني وغالبة قواه الوطنية، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير بالوقف الكامل للتنسيق الأمني والتحلل من اتفاق أوسلو وملحقاته الذي مزقته إسرائيل، ومن نهج المراهنة على المفاوضات الذي فشل على مدار ثلاثين عاماً.
أما حركة الجهاد الإسلامي فقد اعتبرت اجتماع شرم الشيخ “محاولة أمريكية لفك العزلة عن حكومة نتنياهو، معتبراً أن مشاركة السلطة يشكل طوق نجاة لحكومة اليمين المجرم في تل أبيب”.
وأكد رئيس دائرة العلاقات الوطنية بالحركة خالد البطش أن “قبول السلطة المشاركة في قمّة شرم الشيخ هو إمعانٌ في التجاهل غير المقبول للإرادة الشعبية، وتجاوز لقرارات الإجماع الوطني بسحب الاعتراف بالاحتلال، والتحلل من اتفاقات أوسلو والتزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية، لاسيما وقف التنسيق الأمنيّ وصك براءة للعدو من جرائمه بجنين ونابلس”.
وأوضح أن الحضور “يصب زيتاً على نار الأزمات الداخلية لتوتير العلاقات الوطنيّة الداخلية ، ومن ناحية أخرى يعطي الفرصة للكنيست للمضي قدماً في إقرار قانون إعدام الأسرى الذي سيشكل عصا بيد نتنياهو لمواجهة خصومه في أزمته الداخلية”.
ودعا البطش قيادة السلطة للتوقف عن المشاركة بهذه الاجتماعات التي “لا طائل وطني منها بل هي ربح صافٍ للاحتلال ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية وتلحق الضرر بالإجماع وثوابتنا الوطنية”.
يذكر أنه من المقرر أن يعقد غداً الأحد، في مدينة شرم الشيخ المصرية لقاء بحضور وفدين فلسطيني وإسرائيلي، بحضور ممثلين عن مصر والأردن والولايات المتحدة.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ أعلن صباح اليوم السبت، أن وفداً فلسطينياً سيشارك في شرم الشيخ، وقال في تغريدة على تويتر بأن الهدف من المشاركة “المطالبة بوقف هذا العدوان الاسرائيلي المتواصل ضد ابناء شعبنا ووقف الاجراءات والسياسات كافة التي تستبيح دمه وارضه وممتلكاته ومقدساته”.
وكان اجتماع خماسي عقد الشهر الماضي في مدينة العقبة جنوبي الأردن، بين وفدين فلسطيني وإسرائيلي بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر، وخلص إلى إعلان اتفاق على وقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة بما يشمل وقف الترويج للاستيطان، وعقد لقاء ثان في مدينة شرم الشيخ المصرية.
المصدر: أجيال