قال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة نابلس عمر هاشم إن الحصار الاسرائيلي المستمر منذ أيام على مدينة نابلس ترك أثرًا سلبيًا كبيرًا على قطاعات عديدة في الاقتصاد النابلسي ومنشآته، معتبرًا إياه إعلان حرب اقتصادية على نابلس.
وجاء ذلك خلال جولة ميدانية قام بها رئيس وأعضاء مجلس إدارة الغرفة أمس الثلاثاء، في شارع بيت إيبا، ومنطقة دوار دير شرف.
وأفاد رئيس الغرفة بأن هذه الجولة تأتي في إطار رعاية مصالح الأعضاء العامة، والدفاع عن مصالحهم الاقتصادية، والإطلاع عن كثب على مجريات الأمور على الارض.
وأشار إلى أن الإغلاق المفروض منذ 9 أيام على المدينة ضرب منشآت الاقتصاد المحلي في نابلس، كما أصاب الإغلاق الطرق والمداخل الرئيسية للمدينة أضرار كبيرة كونها تضم آلاف المنشآت والمحال التجارية، والتي تعتبر الشريان التي يدخل من خلالها الزوار والمتسوقين إلى المدينة،
وأضاف هاشم أن الإغلاق أثّر على الحياة اليومية للتجار والمواطنين، علاوة على إجراءات التضييق، وعمليات التفتيش، والتدقيق، والانتظار التي تتم على الحواجز المنتشرة على مداخل المدينة عند الخروج منها والدخول اليها.
ودعا هاشم في الجولة الجهات الرسمية الفلسطينية كافة، وخاصة الحكومة الفلسطينية، والجهات الدولية الصديقة، وخاصة الممثليات والقنصليات والجهات الدولية والأجنبية، إلى التدخّل من خلال زيارة نابلس وعقد اجتماع مع مؤسساتها وفعالياتها، وممارسة دورها المطلوب إزاء هذه الحالة الصعبة التي تعيشها نابلس واقتصادها المحلي، وإيجاد الحل المطلوب، والضغط الفوري على الاحتلال لإنهاء هذا الإغلاق.
وتابع هاشم أن الغرفة قامت باتصالات فورية مع بعض أعضاء الهيئة العامة لرصد آثار هذا الحصار على منشآت الهيئة العامة، حيث تبيّن أن الأعمال التجارية تأثّرت بنسب تتراوح بين 40 – 70%، كما تأثرت الانتاجية في المصانع بنسبة 50%، وتأثرت عمليات التسويق والمبيعات ونقل البضائع والمنتجات بنسب مختلفة وفق كل قطاع، مما يدلل على التأثر المباشر للمنشآت الإقتصادية بهذا الاغلاق المشدد.
وأوضح أن المراكز التجارية في المدينة فقدت آلاف المتسوّقين من المواطنين الذين يؤمّون أسواقها يومياً من محافظة نابلس، والمحافظات الفلسطينية الأخرى، والأخوة الزوار من فلسطينيي 48.
ووجّه هاشم شكره لمواقف التجار التي صدرت خلال الأيام الأخيرة أمام هذا الواقع الجديد الذي فرضه الإغلاق على المدينة والتي تعبّر عن القدرة على الصمود، مبينًا اننا سوق نجتاز هذه المرحلة الصعبة يدًا بيد بتعاون الجميع.
من جهته، قال عضو مجلس ادارة الغرفة والناطق الاعلامي ياسين دويكات إن الحصار والإغلاق على مدينة نابلس هو عقاب جماعي، يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد النابلسي والفلسطيني بشكل عام، مؤكدًا على أن الهدف هو سياسي لتركيع أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف دويكات: “جولة مجلس إدارة الغرفة أمس جاءت لنشاهد بأعيننا الواقع على الارض”، داعيًا المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان لرفع الحصار.
وشدّد على أن آثار الحصار نشاهدها في كافة مناحي الحياة اليومية والأقتصادية في المدينة وما حولها.
وأوضح أن الغرفة سترفع تقارير للحكومة الفلسطينية من أجل أخذ هذه الظروف بعين الاعتبار عند رسم وتنفيذ وتطبيق السياسات والإجراءات والتعليمات المالية والضريبية على المكلّفين من التجار ورجال الأعمال وتعويض ما يمكن تعويضه، وأكد على أهمية التعاون بين الجميع، وممارسة الصبر والصمود والتحمّل أمام هذه الهجمة على نابلس واقتصادها لنخرج منها قريبًا.