بدمائه الفتيّة .. محمد حمايل يسطّر حلمه
جنبًا إلى رفاقه، صعد الجبل.. لهم يدٌ واحدة لإصابة حلم واحد، سبقهم إلى الحلم بعدما أمسى حلمه حقيقةً، الروح صعدت إلى بارئها، والجبل تخضب بالدماء.. دماء فتيّة تشم عبق طفولتها.
كعادته في كل جمعة، استعد الفتى محمد سعيد حمايل للذهاب إلى جبل صبيح في بلدته بيتا، عازمًا نية الثأر لقداسة الأرض وطهرها، ولئلا تدنسها خطوات المحتلين، صلى الجمعة وانطلق بالكوفية والحجر و”المقليعة”، تأججت المواجهة، واشتعل الرصاص الحي حتى أصابته رصاصة غادرة، وارتقت به إلى حلم الشهادة في لحظات.
أحد أصدقاء محمد، حدثّنا عنه، قائلًا: “شابًا خلوقًا طيبًا، يحلم بإتمام دراسته في ألمانيا بعد اجتياز مرحلة التوجيهي، ليعود ويخدم بيتا”.
ويقول لـ “تلفزيون المدينة”، إن حلم الشهادة في محمد غلب كل الأحلام، فكان دائمًا قبيل كل جمعة، يطلب من أصحابه العفو والسماح، على أمل ارتقاءه شهيدًا، لكن تعاظم في الطلب هذه الجمعة، وارتقى شهيدًا، تاركًا لنا صدمة لم نعيها بعد.
ويتابع: “كنا دائمًا معًا، جمعتنا المسيرات والمدرسة والحارة، والآن سنفتقد علمًا على جبل صبيح”.
ويضيف: “صباح اليوم ذهبنا إلى قبر محمد، زينّاه بالكوفية و”المقليعة” وشيئًا من الحجارة، تخليدًا لرموز بطولته”.
ومحمد ابن عائلة مناضلة، لها شرف الامتثال أمام الشهادة مرارًا، فجده محمد حمايل استشهد عام 1976 في بيروت، واغتيل عمه نايف حمايل في بيروت أيضًا، وله عمة استشهدت عام 1985، ووالده أسير محرر، ومصاب منذ الجمعة الماضية، إثر مواجهات جبل صبيح- بحسب ما أفاد به ابن عمه سامر حمايل ل “تلفزيون المدينة”.
وعن صاعقة الخبر، ولحظات وصوله الأولى عبّر حمايل عن صدمة ذوي الشهيد، فوالده ووالدته جالسين دون أن ينبسوا بحرف، هذا بأن محمد ضنا القلب وبكر إخوته، وما دونه من أخوة أطفال لم يعوا بعد مصير هذا الفراق وفخر هذه الشهادة.
غدًا يكبر إخوته، محمد آخر، فالتي أنجبت بطلًا لا بدّ وأن تربي أبطالًا.