قدمت النيابة العامة “الإسرائيلية” في لواء الشمال إلى محكمة الصلح في الناصرة، اليوم الأحد، لوائح اتهام ضد الأسرى الستة الذي فروا من سجن الجلبوع، في السادس من سبتمبر الماضي، وأعادت أجهزة الأمن “الإسرائيلية” اعتقالهم خلال أسبوعين من فرارهم، كما قدمت لوائح اتهام ضد خمسة أسرى آخرين بادعاء مساعدة الأسرى الستة على الفرار.
ويذكر أن الأسرى الستة هم: محمود عارضة (46 عامًا) من سكان عرابة قضاء جنين، يعقوب قادري (49 عامًا) من سكان عرابة قضاء جنين، أيهم كممجي (35 عامًا) من سكان كفردان، مناضل انفيعات (26 عامًا) من سكان يعبد قضاء جنين، محمد عارضة (40 عامًا) من سكان عرابة قضاء جنين وزكريا زبيدة (45 عامًا) من سكان جنين,
أما الخمسة الآخرين المتهمين بمساعدة الأسرى الستة على الفرار، فهم: محمود أبو اشرين (26 عامًا) من سكان جنين، قصي مرعي (22 عامًا) من سكان جنين، علي أبو بكر (21 عامًا) ومحمود أبو بكر (19 عامًا) من سكان يعبد، وإياد جرادات (37 عامًا) من بلدة سيلة الحارثية قضاء مدينة جنين.
ووجهت لوائح الاتهام للأسرى الستة تهمة الهروب من السجن، فيما لم توجه لهم تهماً أمنية، وبحسب لوائح الاتهام، فإن الأسرى كانوا يقضون عقوبات إثر إدانتهم بمخالفات أمنية في محاكم الاحتلال، باستثناء مناضل انفيعات وزكريا الزبيدي ومحمود أبو بكر، الموقوفين حتى انتهاء إجراءات محاكمتهم.
ووفقًا لموقع واللا العبري، فإن العقوبة القصوى للاتهام بـ “الهروب” من السجن، هي 7 سنوات، في حين أن العقوبة القصوى لمن يساعد على مثل هذا العمل تصل 7 سنوات أيضًا، مشيرًا إلى أن بعض الأسرى الذين قدموا المساعدة، كانوا على وشك الإفراج عنهم، وهو ما دفعهم لتجنّب المشاركة في عملية الهروب.
وجاء في البيان الصادر عن النيابة اليوم، أنه “في نهاية عام 2020، قرّر المتهم محمود عارضة حفر نفق من الزنزانة للفرار من السجن، وقد عرض المتهم على كل من يعقوب قادري وأيهم كممجي ومناضل انفيعات المشاركة في حفر النفق كوسيلة للهروب من السجن ووافقوا على الخطة، ولاحقًا، انضم إليهم محمد العارضة بعد نقله إلى جلبوع في الـ3 من آذار 2021.
وتنسب لائحة الاتهام للأسرى الخمسة باستثناء الزبيدي، حفر نفق منذ نهاية العام 2020 وحتى 6 سبتمبر الماضي، والذي تم فتحه في حمام الزنزانة، حيث أزال المتهمون بلاطة رخامية تحت الحوض وحفروا تحتها، ووضعوا اللوح الرخامي في مكانه يوميًا لإخفاء الحفريات، وكانوا ينفّذون أعمال الحفر بشكل يومي باستخدام أدوات حفر مرتجلة، وفق نظام دوريات عُدّلت بناءً على أجندة السجن من أجل منع الكشف عن خطة الهروب.
وتابعت لائحة الاتهام أن الاسرى الخمسة، الذين لم يفروا من السجن، شاركوا في حفر النفق أيضاً، ففي أيار/2021، انتقل المتهم محمود أبو اشرين إلى الزنزانة 5 في الجناح 2، وكانت وظيفته الرئيسية البقاء في الزنزانة أثناء التنقيب والتحذير من وصول السّجانين وضمان عدم دخول السجناء الآخرين إلى الزنزانة، في عدة مناسبات نزل أبو اشرين إلى النفق وساعد في حفره، وفي نهاية آب/2021 ومع اقتراب الانتهاء من حفر النفق، انتقل أبو اشرين إلى زنزانة أخرى في الجناح”.
وأضافت لائحة الاتهام أن الأسير قصي مرعي “دخل النفق عدة مرات وساعد في حفره، وبعد نقل مرعي في حزيران 2021 من سجن كتسيعوت، نقل رسالة من محمود عارضة إلى الأسير ’أبو حذيفة’، المسؤول عن جميع أسرى الجهاد الإسلامي، وأبلغه برغبته في الحصول على هاتف خلوي”.
وتابعت لائحة الاتهام أنه “مع اقتراب انتهاء أعمال حفر النفق، قرّر المتهمون محمود ومحمد عارضة وجرادات التوجه للمتهم زبيدي والكشف أمامه عن خطة الفرار من السجن معهم، حتى يتمكن الزبيدي من الاستفادة من مكانته وعلاقاته في السلطة الفلسطينية وأن يؤمن لهم بعد الهروب الحجز الدفاعي في السلطة، ووافق الزبيدي على خطة الهروب وتقدّم بطلب للانتقال إلى الجناح 2، ونقل في 5سبتمبر إلى الزنزانة التي انطلقوا منها”.
وجاء في لائحة الاتهام أنه “في الخامس من سبتمبر، تم الانتهاء من حفر النفق خلف أسوار السجن الذي بلغ طوله حوالي 30 مترًا، وفي الليلة بين 5 و 6 سبتمبر، هرب المتهمون الستة من السجن عبر النفق الذي حفروه في حوالي الساعة 01:30، وهم مجهزون بملابس وطعام وأجهزة راديو من أجل مراقبة التقدم والتفتيش وموقع القوات الأمنية، وتم اكتشاف هروبهم السجناء في السادس من سبتمبر في حوالي الـ3:00 صباحًا، ومنذ ذلك الحين، تمّ إجراء عمليات بحث واسعة النطاق لتحديد مكانهم”.
وأشارت لائحة الاتهام إلى أنه “قرابة الساعة 04:30 وصل المتهمون الستة الأوائل إلى قرية الناعورة، واتصل المتهم محمود عارضة بشقيقه من مخبز في القرية، ليأتي بسيارة للفرار إلى السلطة الفلسطينية، لكن عندما لم يحصلوا على المساعدة، قرّر المتهمون الانقسام إلى أزواج، الأمر الذي صعّب تحديد مكانهم”.
تحرير: سمية النجار
المصدر: وكالات إعلام محلية