الأخبار

بالملاعق والأظافر.. تعرف على أبرز عمليات الفرار من سجون الاحتلال

صباح السادس من أيلول، صباحٌ فلسطيني بامتياز، اختزل فيه ستّة أسرى كل الكلام، وهَزموا دولة الاحتلال هذه المرّة من فوهة نفق بفعلٍ أسطوري يُخلد للتاريخ ويُحكى للأجيال عبر الأزمان القادمة. 

فحادثة فرار الأسرى من سجن “جلبوع” أثارت قلقًا إسرائيليًا واسعًا، وفي المقابل عمّت احتفالات واسعة احتفاءً بالنصر، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا الحدث الذي عدّه الفلسطينيون “انتصارًا بطوليًّا” في السجن الواقع شمال فلسطين، وتُحصنّه دولة الاحتلال بإجراءات أمنية مشددة، ليس الأول في تاريخ الحركة الأسيرة، فالصفحات زاخرة بمن شقّوا طريقهم نحو الحرية بأيديهم، منهم من نجح، وآخرون نالوا شَرف المحاولة، وفي الحالتين تهزأ السجّانُ ورُفعَ رأسُ الفلسطيني عاليًا.

الأسرى الستّة كانوا يعيشون معًا في غرفة (5) في قسم (2) بـ “جلبوع” وهم؛ مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كمامجي، ومحمود عبد الله العارضة، وزكريا الزبيدي.

وفرّ الأسرى عند الساعة الثالثة والنصف فجرًا _وفق تقديراتٍ إسرائيلية_ بعد 5 أشهر من حفر نفقٍ سري يمتد إلى خارج السجن، لكنّ إدارة “مصلحة سجون الاحتلال” اكتشفت ذلك بعد العدّ الصباحي اليومي.

هؤلاء الأسرى وغيرهم، يعرفون أن محاولات الفرار من سجون الاحتلال لا تعني الحرية الكاملة، وعواقبها تمتد لسنوات، حيث يُصبح المحرر مطاردًا من قبل الاحتلال، وتشمل هذه المراقبة عائلته، والحيّ الذي يسكنه وكل من يرتبط به من قريبٍ أو بعيد، لكنّه شرف عظيم يُفضلّه الأسير على أن يظّل مقيدًا داخل زنزانة عدوه يعدّ سنوات حُكمه التي قد تكون أطول من حياته.

وفي هذه المادة رصدت  “وكالة سند للأنباء” أبرز عمليات الفرار التي نفذّها أسرى فلسطينيون من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

– عام 1969.. تمكّن الأسير الفلسطيني محمود عبد الله مصطفى حمّاد، من الفرار من سجون الاحتلال، وظّل مطاردًا لنحو 9 أشهر في جبال بلدة سلواد شرقي مدينة رام الله، ثم تمكن من السفر إلى الأردن.

– عام 1983.. فرّ الأسير ناصر عيسى حامد من مبنى محكمة الاحتلال الإسرائيلي، لكنّه سلّم نفسه بعد 4 أيام من المطاردة عقب اعتقال والدته، وفي العام ذاته فرّ الأسير مجدي سليمان أبو الصفا بالطريقة ذاتها وغادر إلى الأردن.

– عام 1987.. الفرار من سجن غزّة المركزي وسُميّت بـ “الهروب الكبير” وقادها مصباح الصوري، وفي العام ذاته جرت محاولة أخرى للفرار من سجن نفحة الصحراوي.

– عام 1990.. تمكّن الأسير الشهيد عمر النايف من الفرار من مستشفي في بيت لحم، حيث كان يرقد فيه بعد تدهور صحتّه بسبب الإضراب عن الطعام.

– عام 1991.. حاول يحيى السنوار (قائد حركة حماس حاليًا في قطاع غزة)، الفرار برفقة اثنين من زملائه، لكنّ محاولتهم لم تنجح.

– عام 1996.. جرت محاولة فرار من سجن “عسقلان”، تبعتها أخرى في سجن “كفار يونا” خلال العام ذاتِه ونجح فيها الأسيران غسان مهداوي، وتوفيق الزبن، من خلال نفقٍ عملا على حفره على مدار 4 أشهر.

– عام 1998.. حاول 24 أسيرًا من أسرى “حماس” الهروب، من سجن “شطّة” بعد حفر نفق طوله 20 مترًا، على مدار 77 يومًا.

– عام 2003..  فرّ ثلاثة أسرى من “حركة الجهاد الإسلامي” من سجن “عوفر” غرب رام الله، بعد حفر نفق اخترق جدران السجن، والأسرى هم: الشهيدان رياض خليفة وخالد شنايطة، والأسير المحرر أمجد الديك.

أساليب الأسرى للفرار..

سياسات دولة الاحتلال  العنصرية القمعية والمتجردة من معاني الإنسانية، بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون، دفعتهم للتعلق بـ “قشة الغريق” بحثًا عن حريتهم المفقودة، فالأسير عندما يُفكر بالفرار من السجن، يعلم يقينًا أن أقوى أدواته هي “الملاعق” وأظافره التي تُساعده على الحفر لاختراق جدار الزنزانة.

وأحيانًا تكون عبر قصّ أسلاك “شباك” السجن، والتسلل منه إلى الخارج، أو عبر حفر نفقٍ بأدوات بدائية شاقّة، وفي مراتٍ يحاول الأسرى الجمع بين عدة أساليب.

وفي بعض الحالات، يستغل الأسرى حالة الفوضى في السجون بسبب أعمال البناء والتوسيع، فيتجهون إلى قصّ الأسلاك الشائكة والتنكر بملابس العمال، ويخرجون بحثًا عن الحرية.

المصدر: وكالة سند الإخبارية

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض