Site icon تلفزيون المدينة

حارة العقبة في نابلس.. أصل التسمية وأسرار البنيان

في الجهة الوسطى من المنطقة الجنوبية للبلدة القديمة في نابلس، وتحديدًا بين حارتي القريون غربًا والقيسارية شرقًا، تقع واحدة من أكثر الحارات عراقة وأصالة، وهي حارة العقبة، التي مثلّت دورًا نضاليًا مقاومًا سنوات طوال، وقدمت شهداء رووا بدمائهم تراب الوطن.
ترتكز حارة العقبة على درج يصل المسجد الصلاحي الكبير بمنطقة رأس العين، وبها ممر ضيق يطلق عليه “حوش شاليش” يربطها بحارة الجوزاء، وسابقًا، كان بها حمام تركي عرف باسم “حمام الدرجة”، ومصنع صابون قديم، كان يقع أسفل الدرج.
وتتميز حارة العقبة بوجود العديد من المعالم الأثرية والتاريخية فيها، وأبرزها مسرح الروماني يعود تاريخ بناءه إلى العام 150ميلادي، ويقع في المنطقة العليا من الحارة، وكان في حينه يتسع لآلاف المشاهدين، لكنه أهمل لاحقًا وحوِّل إلى بركة ماء.
وفي الجهة الشمالية من مطلع درج العقبة، يقع الجامع الصلاحي الكبير، والذي كان في أصله مبنىً بيزنطيًا يسمى “بازاليكا”،  حيث كان به ممر سري خُصص لهروب البيزنطيين من هجمات الصليبيين والاختباء في حارة العقبة.
وترجح مصادر عديدة، أن السبب في تسمية حي العقبة بهذا الاسم يعود إلى العقبة التي تشكلت في وجه الصليبيين للقضاء على البيزنطيين، من خلال الممر السري.
وتأصل تاريخ حارة العقبة بأكثر من 60عائلة نابلسية سكنتها، ومنهن عائلات الخياط والأسمر والحج حمد وكوكش والمدموج وعناب وعسقلان وعيران وعشه والعربودي والعكاوي والخطيب وغيرها.
وتعتبر حارة العقبة واحدة من حارات ستة، هن العقبة والياسمينة والحبلة والقريون وقيسارية والغرب، اللواتي يشكلن مجتمعات تاريخ البلدة القديمة في نابلس، ويتميزن بمعمار ومعالم خاصة، تبرز فيها طرز إسلامية ومملوكية أصيلة.
تحرير:سمية النجار
Exit mobile version