الأخبارسياسة

منيب المصري: فلسطين الرابح الأكبر في كأس العالم

علّق رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري على رفض الشعوب العربية في مونديال قطر التطبيع مع “الإسرائيليين”، والذي يؤكد وجود معارضة شديدة لهذه الاتفاقيات في الدول العربية.

وقال المصري في منشوره إن معهد واشنطن للأبحاث أجرى في شهر آذار/ مارس الماضي استطلاعاً للرأي العام يتعلق برأي الشعوب العربية باتفاقية “أبراهام للسلام” التي تم توقيعها عام 2020، بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من جانب و”إسرائيل” من جانب آخر بتشجيع ودعم ورعاية من الولايات المتحدة الامريكية.

وأشار إلى نتائج الاستطلاع التي أظهرت وجود معارضة شديدة لهذه الاتفاقيات لدى شعوب المنطقة العربية، ما يعني أن هذه الاتفاقية اقتصرت فقط على الأنظمة.

وأضاف: “الشعوب العربية ستبقى وفيةً للقضية الفلسطينية، ليس لأن الفلسطينيون أنبياء بل لأن “إسرائيل” دولة احتلال وتمييز عنصري تطمع في تأسيس دولتها اليهودية من النيل إلى الفرات، وتحويل الشعوب العربية إلى مجرد خدم لها:.

وتابع: “سلوك الجماهير العربية في مونديال قطر 2022، أكدّ نتائج استطلاع معهد واشنطن، والذي رفض التطبيع بامتياز، ليس فقط لدى الجماهير العربية بل أيضاً بين شعوب العالم الحر، التي أثبتت ولائها للإنسانية، ورفضها للظلم وللاحتلال، فكانت فلسطين حاضرة وبقوة في هذا الحدث الرياضي الأهم على مستوى العالم”.

وأردف: “أثبت مونديال قطر بأن ادعاءات نتنياهو وقادة المنظومة الصهيونية هي ادعاءات كاذبة بأن الشعوب العربية جاهزة للتطبيع، وأنه يمكن تجاوز الحقوق الفلسطينية بموافقة الأنظمة العربية وبمباركة شعوبها، ولكن قطر فضحت هذه الكذبة، وخير دليل على ذلك هو رفض الشعوب العربية حتى التعامل مع وسائل الاعلام الإسرائيلية وهذا فما شاهدناه في العديد من مقاطع فيديو تظهر نَبذ هذه الشعوب لـــ”دولة الاحتلال” في هذا المونديال”.

واعتبر المصري أن الحركة الصهيونية استخدمت الرياضة كإحدى أدوات الوعي العالمي في أن فلسطين هي “أرض بني إسرائيل الموعودة”، وعملت جاهدة على تقديم فلسطين على أنها يهودية.

وأفاد بأن “الفيفا” تساوقت مع الحركة الصهيونية على مدار الأعوام السابقة، ورفضت في العام 2017، فرض عقوبات على الأندية الرياضية الموجودة في المستعمرات الإسرائيلية المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأن ما يحدث في مونديال قطر أثبت وبشكل لا يقبل الشك بأن فلسطين تفرض نفسها وبقوة ليس فقط على “الفيفا” وأجواء المونديال، بل أيضاً على الاجندات السياسية عربياً واقليمياً ودولياً، لأن الجميع شاهد حجم التضامن مع القضية الفلسطينية، وحجم الرفض لدولة الاحتلال ومن يدعمها.

وتقدم المصري لدولة قطر الشقيقة بالشكر على تنظيم وإخراج هذا الحدث بما يحمله من دلالات عظيمة أهمها أنه ولأول مرة يُعقد المونديال في دولة عربية، مما أتاح للعالم أجمع أن يرى ويلمس بأن الشعوب العربية ليست أقل حضارة ولا تاريخ ولا ثقافة من باقي شعوب الأرض، وهذا يفند ادعاءات عنصريي العالم وعتاة الصهاينة بأن الشعوب العربية عبارة عن قبائل لا زالت تعيش في عصر البداوة والرعي، وأظهرت للعالم بأنها دولة ورغم صغر حجمها وقلة عدد سكانها إلا أنها قادرة على توظيف مواردها واستخدامها لخدمة القضايا العربية ولخدمة الإنسانية جمعاء، على  حد تعبيره.

وقال: “شكرًا لقطر التي أعطت ظهوراً وحضوراً مميزاً لفلسطين في مونديال 2022، رغم أن فلسطين لم تشارك فيه عبر فريقها الوطني، إلا أن حكومة وشعب قطر عوضوا هذا الغياب برفعهم لعلم فلسطين سواء في مباراة قطر مع السنغال، أو في المسيرات التي قام بها مشجعو الفريق القطري وحملوا فيها الاعلام الفلسطينية وهتفوا لفلسطين سواء قبل أو بعد هذه المباراة، ففلسطين كانت وستبقى حاضرة في وجدان قطر الشقيقة، وهذا ما عهدناه من أميرها وحكومتها وشعبها”.

وأضاف: “الرياضة ليست فوق السياسة، وما يحدث في مونديال 2022 في قطر هو صفعة في سلسلة الصفعات التي تتلقاها الحركة الصهيونية وصنيعتها “إسرائيل” من الشعوب العربية، وما يحدث في قطر هو فشل ذريع لمحاولات التطبيع مع الشعوب العربية، وهو درس مهم للحركة الصهيونية بأن وجود “إسرائيل” وقبولها في المنطقة مرتبط بشكل عضوي في أن تكون “دولة” طبيعية، بمعنى أن تقبل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وأن تتخلى عن فكرها في إقامة الدولة اليهودية من النيل إلى الفرات واستعباد الشعوب العربية واستغلال ثروات العرب، وغير ذلك سيبقى الرفض العربي لوجودها يتدحرج ويكبر ككرة الثلج ليسحق هذا الفكر الاحلالي العنصري ويريح الإنسانية من الظلم والاستغلال، فهل هناك من “اليهود” غير الصهاينة من يأخذ العبرة مما يجري في قطر؟”.

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض