دفنوا كفه بانتظار جسده
لم تستطع عائلة الشهيد سائد الكوني من مدينة نابلس، تصور ما حدث مع نجلها بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال وإطلاق النار نحو دراجته النارية، ما أدى الى تفجيرها، لتتطاير أجزاء من جسده في المكان.
قوات الاحتلال احتجزت ما تبقى من جسد الشهيد الكوني (23 عاما) عقب كمين نصبته، فجر اليوم الأحد، لعدد من الشبان في منطقة التعاون، ما أدى إلى استشهاده، وإصابة ثلاثة مواطنين على الأقل بالرصاص الحي، جرى نقلهم إلى المستشفى، لتلقي العلاج.
في تمام الرابعة فجرا، سمع صوت انفجار قوي وإطلاق كثيف للرصاص استمر لنحو نصف ساعة، وبعد انسحاب قوات الاحتلال تبين وجود دراجة نارية محترقة، واحتجاز جثمان الشاب الذي يستقلها، حسب ما اكده شهود عيان الذين قالوا إن قوات الاحتلال كانت تطلق الرصاص من بين الاشجار المزروعة في المنطقة”.
كف الشهيد الكوني المتفحمة كانت شاهدة على الجريمة التي ارتكبها جنود الاحتلال، وهي لا تزال تقبض على مقود الدراجة النارية، وتنفصل عن جسده، في منطقة مفتوحة قرب أحد المنازل قيد الانشاء في منطقة التعاون.
ظهر اليوم دفنت عائلة الكوني كف نجلها، عقب حفر قبر كامل بانتظار تسلم جثمانه، ودفنه بالقرب من قبر الشهيد محمد العزيزي الذي اغتالته قوات الاحتلال ورفيقه عبد الرحمن صبح فجر الرابع والعشرين من تموز الماضي في البلدة القديمة بنابلس.
ولا تعرف عائلة الكوني الرواية الدقيقة لما حدث مع نجلها، سوى بعض التفاصيل التي رواها بعض شهود العيان وما تداولته وسائل اعلام عبرية، حسب ما افاد به أيمن الشخشير خال الشهيد.
وقال: إن “العائلة تطالب كافة الجهات والمؤسسات الدولية بتسليم جثمان نجلها والافراج عنه، فاليوم نحن ندفن جزءا من جسده لحين تسلم جثمانه ودفنه كاملة”.
وأضاف الشخشير، أن “العائلة سمعت خبر استشهاد نجلها الذي يعمل في البلاط مع والده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهو ليس من المطلوبين لقوات الاحتلال الاسرائيلي”.
وحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فإن عدد الشهداء بلغ 101 شهيد في الضفة الغربية منذ بداية عام 2022، منهم نحو 19 مواطنا من محافظة نابلس حتى فجر اليوم، إضافة إلى 50 شهيدا في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
المصدر: وفا