أثمرت جهود حثيثة بذلها وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، ومحافظ نابلس إبراهيم رمضان، وقادة الأجهزة الأمنية، ومؤسسات وفعاليات المدينة، وأمناء سر المناطق التنظيمية، عن التوصل لاتفاق في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، ينهي الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة، وأدت إلى استشهاد المواطن فراس يعيش، والحاق اضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.
وشهد ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس، يوم أمس، أعمال تخريب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، خلال قيام قوى الأمن بفرض النظام العام والقانون، أدت إلى خسائر مادية وأضرار جسيمة في الممتلكات العامة والعمارات التجارية المحيطة بالميدان.
وبدأت الحياة تدب تدريجيا في ميدان الشهداء صباحا، وفتحت المحال التجارية أبوابها أمام المتسوقين، في الوقت الذي واصلت فيه طواقم النظافة والإطفاء التابعة لبلدية نابلس عملها في الميدان، والطرق والواصلة إليه، لتنظيف ما خلفته أعمال التخريب.
وعبر أصحاب المحلات التجارية والمارة عن ارتياحهم من عودة الأمور لطبيعتها، وأعربوا عن أملهم بانتهاء الأزمة بشكل نهائي، وعدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة.
وأكد رئيس بلدية نابلس سامي حجاوي، أن الطواقم تعمل بجهود مستمرة لتنظيف وترتيب وإزالة آثار التخريب للممتلكات العامة، حتى استعادة الأوضاع لما كانت عليه.
ونوه إلى أن أعمال التخريب تركزت في منطقة وسط المدينة والشوارع المتفرعة منها، إضافة إلى مناطق شارع القدس ومناطق غرب نابلس، وأن العمل جار لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وتنظيف الشوارع، وإزالة كل الأثار.
وأشار إلى أن الطواقم الفنية تعمل على حصر الخسائر التي تعرضت لها المدينة جراء أعمال التخريب، منوها إلى أن ممتلكات عديدة تم انتزاعها من الأرصفة، منها: عدادات المركبات، وأن جزءا كبيرا منها مملوكة لبلدية نابلس، إضافة إلى عدادات أخرى للشركة التي تعاقدت معها البلدية لإقامة العدادات.
وبين حجاوي ان البلدية ستقوم بحصر الخسائر والأضرار، وتوقع أنها ستكون كبيرة، وانه سيتم مخاطبة الجهات المختصة والمؤسسات التي تعنى بإسناد البلدية لتجاوز الأمر.
بدوره، قال الناطق باسم فعاليات ومؤسسات محافظة نابلس غسان حمدان لـ”وفا”، إن المدينة عاشت لحظات صعبة ومأساوية واستثنائية، كون ما حصل أمر غير مقبول، وتم تجاوز الخطوط الحمراء، الأمر الذي شكل خطرا كبيرا على السلم الأهلي.
ونوه إلى أن الجهود التي بذلت من جهات عديدة كان لها دورا كبيرا في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة، الذي جاء نتيجة سلسلة من اللقاءات والاجتماعات التي شارك فيها وزير الداخلية، وقادة الأجهزة الأمنيةـ ومؤسسات المحافظة والفصائل، والتي أكدت حقن الدماء ووقف الأعمال التخريب ومعالجة تداعياتها والحفاظ على السلم الأهلي في المدينة.
وأوضح حمدان أن الجهود ستستمر لتطبيق الاتفاق، والحفاظ على السلم الأهلي، ووضع آليات لعدم تكرار ما حصل مستقبلا.
ونوه حمدان إلى أن بعض عمليات التخريب من قبل أفراد أو مجموعات كانت بطريقة مقصودة بعيدة عن الحالة الوطنية، وموجهة من بعض جهات بهدف تخريب البلد، وتدمير العلاقات الداخلية بالمجتمع الفلسطيني، محذرا من استغلال أطراف لتلك الأحداث للإضرار بمصلحة الشعب الفلسطيني.
وشدد على ضرورة محاسبة المتورطين بأعمال التخريب المقصودة، ومحاسبتهم.
وشهد ميدان الشهداء تواجدا مكثفا لقوى الأمن الفلسطيني، كما تفقد مدير شرطة محافظة نابلس العميد حقوقي طارق الحاج، القوة الأمنية العاملة وسط ميدان الشهداء بنابلس، يرافقه مدير فرع المرور العقيد وسام عيسى، ومدير فرع العلاقات العامة والإعلام بشرطة المحافظة العقيد أمجد فراحته.
وأكد الحاج جاهزية عناصر الشرطة والقوة الأمنية المساندة لتقديم الخدمة، ومد يد العون والمساعدة للمواطن، والعمل على تنظيم حركة السير، وتسهيل حركة المواطنين، والسعي لتكريس حالة الأمن والأمان، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع، والمواطنين.
إلى ذلك، أعلنت اللجنة التحضيرية لمهرجان نابلس للتسوق 2022، ممثلة برئيسها المحافظ ابراهيم رمضان عن إعادة إطلاق فعاليات مهرجان نابلس للتسوق، والذي سيفتتح أبوابه يوم السبت القادم في الساعة 4.30 عصرا في حدائق متنزه جمال عبد الناصر.
واعتذرت اللجنة التحضيرية عن التأجيل الذي حدث للمهرجان نتيجة الأوضاع المؤسفة التي شهدتها المدينة، وشكرت كل من ساهم في تحقيق الأمن والسلم الأهلي.
ودعت اللجنة كافة المواطنين، والأهالي، والمؤسسات، والفعاليات، والشخصيات الاعتبارية، وممثلي القوى الوطنية والمجتمعية، للمشاركة الواسعة في الافتتاح، تعبيرا عن حبهم لمدينة نابلس العراقة، والحضارة، والتاريخ، وإعادة بث روحها من جديد.
المصدر: وفا