“صلاحيته أكثر من عام”
ومن أزقة حارة الياسمينة تحديدًا، تفوح رائحة كعك “الأليط”، الذي عرف كغذاء تمويني لأفراد الجيش التركي أثناء سفره وترحاله للقتال البعيد عن مراكز القيادة، والذي يستعمل اليوم بكثرة في نابلس، خاصة في موائد السحور في رمضان، وباعتباره جزءًا أساسياً من “الفقدة الرمضانية”، التي توارثتها الأجيال وخصّت بها نساء العائلة.
واعتمد “الأليط” غذاءً تموينيًا للجيش، لما عرف عن صلاحيته التي تدوم لأكثر من عام دون أن يصيبه العفن، ويرجع ذلك إلى الخميرة التركية الطبيعية المستخدمة في صنعه.
الخميرة التركية
وتحضر الخميرة التركية من حبات الحمص اليابس المقسم لأجزاء صغيرة، مع قليل من الملح، ثم يسكب عليها القليل من الماء المغلي وتحفظ في إناء ومكان تصل درجة حرارته الـ40 درجة مئوية، لمدة 12 ساعة.
ولاحقاً، توضع كمية من المزيج المحضر مع القليل من الطحين والماء الساخن، لمدة ساعة، وبذلك تصبح الخميرة جاهزة.
كعك “الأليط” في نابلس
ويقترن كعك “الأليط” في نابلس بالحاج درويش أبو سمرة، الذي يقضي يومه في فرن إعداد “الأليط” الذي تعلّم صناعته منذ نعومة أظفاره، على يد شقيقه الأكبر “هنّود”، الذي سبق وتعلّمه بدوره من أحد عناصر الجيش التركي في عهد الدولة العثمانية ببلاد الشام.
ويقول أبو سمرة لـ”الأناضول” إنه لا يزال حتى اليوم يعجن وفق طريقة الجندي التركي، وفي أعقاب عملية العجن، يفصل جزءاً من العجين، ويرمي به على الطاولة حيث الكعك الدائري المكسو بالسمسم الأبيض، ويضعها على صوانٍ تحاكي هي الأخرى عراقة المكان.
وبينما يستمتع أبو سمرة بتدوير الكعك الذي يخرج بصورته النهائية وكأنّه يخرج من آلة حديثة، لشدّة تطابق القطعة مع الأخرى، يتابع :”تعلّم الكثير من الخبّازين في فلسطين طريقة صنع هذا الكعك من مخبزنا، كما أنّنا كنّا نبيعه في يافا”.
وتخبز صواني الكعك خمسًا دفعة واحدة لمدّة نصف ساعة تقريباً، ويقلّب الكعك ليتمّ شويه على الوجهين امتثالاً للطرق البدائية التي تحفظ نكهة خاصّة يرغبها الزبائن.
ويباع “الأليط” اليوم في أفران عدة منها فرن درويش أبو سمره وفرن بدر أبو ربيع وفرن هنود وأبو ارميلة وفرن حبيشه، في وقت يعرف عنه فوائده في تسهيل عملية عسر الهضم و معالجة الإمساك الشديد.