للمرة الأولى منذ عام 1967، وطئت قدما الحاج فيصل العاصي ابن قرى بيت لقيا جنوبي غرب رام الله أرضه، وهو الذي نفي منها إلى الأردن ومنع لسنوات طويلة من الزيارة والإقامة، لكنه اليوم التقى ثراه بسعادة تفوق الوصف، فالحلم الطويل تحقق، وبدد أشواقًا راكمتها الغربة.
ومعبرًا عن سعادته، قال الحاج العاصي لـ”تلفزيون المدينة” إن الوطن غال، وإن حلمه الذي تحقق بهذه الزيارة، يظل حبيسًا في نفوس المغتربين والمنفيين على أمل أن يتحقق ولو لساعة يتوقف فيها الزمن عند حدود وطنهم.
والتقى فريق “تلفزيون المدينة” اليوم بالعاصي، خلال زيارة له لمدينة نابلس، وتحدثت عيونه بشوق وحماس لاكتشاف نابلس بطابعها الجديد بعد أن تغيرت ملامحها بمرور السنوات.
وابتدأت جولة العاصي برفقة أقربائه من قلب البلدة القديمة وتحديدًا من باب ساحة النصر، متوجهًا وإياهم إلى حلويات الأقصى، حيث طعم الكنافة الأصيل ممزوجًا بنفس نابلسي لا مثيل له، اشتهاه العاصي طويلًا.
ويرغب العاصي بالبقاء لمدة شهر في الوطن، ليتسنى له التمتع بأكبر قدر من هوائه وثراه، وتترأس أمنياته زيارة المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف حارة حارة.
ويبدو الشهر كوقت ضئيل بالنسبة لأشواق مغترب يحلم برؤية فسيلة زيتون وهي تتحول إلى شجرة، وتترسخ جذورها في أرض فلسطين المباركة.
وأقبل العاصي على الوطن من الأردن دون عائلته، بصفتهم “غير مواطنين”، وتقدم بطلب “لم شمل” من شأن الموافقة عليه أن تعيده إلى وطنه.
تحرير:سمية النجار