الأخبار

غزو روسيا لأوكرانيا قد يتسبب في مجاعة بالشرق الأوسط وأفريقيا

تصاعدت تحذيرات من أن يتسبب غزو روسي لأوكرانيا في تقلب وارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما قد يعرض شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مجاعة شديدة.

جاد ذلك في تقرير لصحيفة تليغراف البريطانية، سلط الضوء على التداعيات السلبية لأي غزو روسي لأوكرانيا على مصير شعوب أخرى في العالم، وذلك باعتبار أن روسيا هي أكبر مصدر للقمح في العالم، وأن أوكرانيا صعدت في مراتب صادرات الحبوب طوال العقد الماضي.

وحذر الخبراء من أن العائلات التي تواجه بالفعل ارتفاعًا حادًّا في أسعار المواد الغذائية قد تشهد ارتفاعًا أكبر في تكلفة المواد الأساسية إذا تعطلت سلاسل التوريد.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي عبير عطيف “لقد شهدنا تقلبات في السوق حتى في الأيام القليلة الماضية، بسبب مخاوف من احتمال حدوث صراع. لقد بدأت التقلبات في سعر الحبوب”.

وأضافت “أسعار المواد الغذائية مرتفعة بالفعل، ونحن قلقون من أن يصبح الناس في الشرق الأوسط وأفريقيا أكثر تعرّضًا للخطر إذا تعطلت الإمدادات الغذائية، الصراع يؤدي إلى الجوع، والحرب ستؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن الغذائي.

وأشارت إلى أن العالم يواجه بالفعل أعلى مستويات على الإطلاق فيما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية، وقالت “ما عليك سوى إلقاء نظرة على أفغانستان وجنوب السودان واليمن.. العالم لا يستطيع تحمل صراع آخر من صنع الإنسان، لا يمكننا التعامل مع أزمة إنسانية أخرى”.

ارتفاع قياسي

وارتفعت أسعار المواد الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أعلى مستوياتها منذ 10 سنوات، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أي صراع واسع النطاق أو فرض حصار على منطقة البحر الأسود يعني أن الإمدادات من أوكرانيا ستحتاج إلى تعويضها بمصدر آخر، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع الأسعار.

تداعيات سلبية على مصر ولبنان

وتأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع مرور لبنان بما وصفه البنك الدولي بأنه أحد أعمق الانهيارات الاقتصادية منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وقال منتجو الخبز المحليون لـ”تيليغراف” إن أي زيادة في أسعار القمح يمكن أن يكون لها تأثير كبير.

وأوضح غسان بو حبيب، الرئيس التنفيذي لشركة (Wooden Bakery) وهي سلسلة لها 50 فرعًا في جميع أنحاء لبنان، أن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان قد تمتد مدة أطول إذا نشبت حرب في أوكرانيا.

وتابع “نحن نعاني بالفعل، وإذا نشبت الحرب، فأنا متأكد من أنه سيكون من الصعب للغاية الاستمرار في العمل”.

وأشار تيموثي لانغ أستاذ سياسات الغذاء في مدينة لندن إلى أن العصر الحالي يشهد فعليا تقلبات في أسعار المواد الغذائية على عكس ما قبل 50 عامًا عندما كان هناك مخزون حقيقي من الغذاء.

وقال “أمننا الغذائي مرتبط الآن بالأسواق المالية، وهذا يعني أن التقلبات السياسية يمكن أن تدفع بأعداد كبيرة من الناس بسرعة إلى حالة انعدام الأمن الغذائي.

صندوق بارود

واعتبر لانغ، أن آثار الأزمة الأوكرانية الروسية على سوق المواد الغذائية، تجعل مصر صندوق بارود ينتظر الانفجار، وهو وضع خطير.

وأردف “لم يعد بإمكاننا افتراض أن الطعام بعيد إلى حد ما عن الآثار السياسية للصراع”.

وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وتسببت الزيادات السابقة في أسعار الخبز في أعمال شغب.

وكان شعار الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية مطلبًا أساسيًّا للمتظاهرين المصريين خلال ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

وحسب الصحيفة البريطانية، يعد سعر الخبز في مصر مسألة حساسة للغاية.

ومع توقع ارتفاع أسعار القمح في مصر، سيضاف مبلغ قدره 763 مليون دولار إلى فاتورة دعم الخبز الضخمة بالفعل والبالغة 3.2 مليارات دولار هذا العام.

يشار إلى أن منطقة البحر الأسود هي أهم منطقة في العالم من حيث صادرات الحبوب، ومن المتوقع أن تمثل أوكرانيا 12% من صادرات القمح العالمية، و16% من صادرات الذرة، و18% من الشعير، هذا العام.

وتتجه 40% من شحنات الذرة والقمح الأوكرانية السنوية إلى منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا.

المصدر : وكالات
زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض