الأخبار

“اقترب السقف البعيد واتسع الشارع الضيق”.. الحياة بعيون الأسير المحرر الشويكي

للمرة الأولى يبدو الشارع طويلًا، والسقف أقل ارتفاعًا، والشبابيك تتوسط الغرف لا تعلوها، والناس بذات الطول بل أقصر بقليل، فهذا المشهد غاب لعشرين عامًا عن طفل قذفت به الأقدار إلى رحم السجن ليخرج مجددًا إلى الحياة مكتمل الرجولة.

وأخذت هذه الصور عن الحياة من عيون الأسير المحرر أحمد شويكي، الذي اعتقل منذ عشرين عامًا، أي عام 2002، بينما كان يلعب مع رفاقه في أحراش جبل المكبر القريبة من حي الثوري بمدينة القدس المحتلة على مقربة من جنود الاحتلال دون أن يشكل أي خطر عليهم، لتصيبه رصاصة غادرة ويعتقل لاحقًا ويقاد إلى مراكز التحقيق.

وشارك الشويكي تجربته في حديث مع شبكة “القسطل”، واصفًا ما يمر به الآن كالحلم الذي لم يستوعبه بعد، وقال إنه تذوق كبدة الدجاج  وأصنافًا كثيرة من الفواكه للمرة الأولى منذ اعتقاله، وأنه يجلس في البيت في انتظار أحد يمسك بكلتا يديه ليخرجه، لكنه يدرك رويدًا رويدًا أنه الآن حر يستطيع فعل الكثير بمفرده ومحض إرادته.

وتابع الشويكي قائلًا إنه يتعرف على الأشياء من جديد، فالهاتف مثلًا يبدو كجهاز غريب، كما أن تجربة الشراء من البقالة والتعامل بالنقود يبدو أمرًا صعبًا يحتاج إلى مجهود ذهني.

واستهلكت عذابات السجن طفولة الشويكي وشبابه، بل وأنكرت آلامه التي عانى منها طويلًا، ومنها آلام الأسنان المتواصل دون الحصول على أي علاج.

تفاصيل صغيرة لكن مؤلمة في نفس طفل اعتقل في الرابعة عشر وخرج في الرابعة والثلاثين، ورغم اعتياديتها واستنكار وجودها في نفس كل حر طليق، لكنها ترافق أحلام الشويكي في نومه ويقظته.

تحرير: سمية النجار

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض