بين الأزقة والأروقة العتيقة في حي القصبة في البلدة القديمة بنابلس، تستوقفك رائحة القطايف الشهية التي تحمل في ثناياها شوق خاص لأيام رمضانية مقبلة.
وتعود هذه الرائحة الخاصة إلى محل القطب من دخلة الجامع الحنبلي في الحي، وهو محل ترك بصمته منذ أكثر من خمسين عامًا، لمهنة توارثها الأحفاد عن أجدادهم.
يقول الشاب وليد القطب لـ”تلفزيون المدينة” “ورثت هذه المهنة عن أجدادي، وأعمل هنا امتثالًا لمهارتي في صناعة الحلويات، ورغم شعبية القطايف الرمضانية، إلا أنها أصبحت تطلب على مدار العام وبأحجامها المتعددة”.
ويتابع القطب إن الكثير من الناس يفضلون تناول القطايف صغيرة الحجم “العصافيري”، فيما يفضل آخرون إعدادها وتناولها بصورة مشابهة لحلوى الكنافة، ويطلبونها كقرص كبير يحشى بالجوز أو الجبنة، ويقطع بعد تحميره فيما بعد.
وسابقًا، كانت العجينة تحضر بشكل يدوي، وتخبز على أفران مرتفعة من الحطب، ما جعل إعدادها مهنة شاقة، لكنها اليوم تحضر بالاستعانة بالعجانات الآلية وأفران الغاز، مما أسهم في مضاعفة كمية الإنتاج في وقت وجهد قياسيين.
سر العجين
ولتحضير عجينة القطايف، يمزج الطحين بخليط من الحليب واللبن الرائب مع القليل من الملح وبكربونات الصوديوم، حتى يصبح القوام رخوًا ومتجانسًا، ويسكب على صفيح معدني ساخن على شكل أقراص دائرية متباينة في حجمها، وتخبز على وجه واحد، ثم تسقى بالقطر لتحليتها وتقديمها.
وتعرف القطايف كحلوى عربية في بلاد الشام ومصر وتونس، ولها شعبية خاصة في شهر رمضان، إذ يكثر تناولها بعد الإفطار أو في وقت الإفطار كما هو الحال في مدينة نابلس.
أصولها التاريخية
وتشير المراجع إلى أن أصول القطايف تعود إلى عصور عباسية وأموية وفاطمية، وأن أول من تناولها هو الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك سنة 98هجري.
وبحسب الرواية الفاطمية، فإن صناع الحلوى كانوا يتنافسون على تقديم أجمل ما لديهم للخليفة أو السلطان لينال إعجابه وليعملوا في قصر السلطان، فابتكر أحد الطهاة فطيرة صغيرة محشوة بالمكسرات، ثم وضعها بشكل أنيق في طبق وزينه بالمكسرات، وخرج به على ضيوف القصر الملكي، فتهافت عليه الحاضرون وظلوا يقطفونها من بعضهم ليطلق عليها لاحقًا اسم الـ” قطايف”.
كتبت: سمية النجار