الأخبار

رئيس مجلس أمناء بيرزيت يوجه رسالة لطلبة الجامعة

أعربت جامعة بيرزيت عن أسفها جراء استمرار ممثلي الكتل الطلابية في إغلاق حرم الجامعة منذ أربعة أسابيع، ومنع الأساتذة والموظفين من دخوله، مما أعاق انتظام العملية التعليمية التي كان مجلس الجامعة قد أعلن عنها سابقًا.

وقالت الجامعة في بيان لها، أمس السبت، :”إن استمرار هذا الاغلاق أمام 15 ألف طالب وأكثر من 1000 أستاذ وموظف يلحق أبلغ الأذى بمصالح الطلبة والعاملين، وبقدرة الجامعة على أداء مهامها الوطنية والأكاديمية والمجتمعية، ويضع الجامعة امام تحديات وخيارات صعبة.”

وأعاد مجلس الجامعة تأكيد موقفه بأن أفضل الطرق لمعالجة الأزمة الراهنة تأتي من خلال حوار مفتوح في حرم جامعي مفتوح.”

رسالة رئيس مجلس أمناء الجامعة..

من جانبه، نشر رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت حنا ناصر، اليوم الأحد، رسالة يخاطب فيها طلبة الجامعة، وجاء فيها:

“يا أبنائي طلبة جامعة بيرزيت
كما طلبتم مني التدخل، فإني أمد إليكم اليوم يدي– دون مقدمات طويلة ودون تحليلات معقدة، وبقلب مفتوح ونوايا صادقة أمد يدي لكم وكلي أمل ورجاء أن تفكوا الاعتصام اليوم قبل غد، وإن كان لديكم أي خلاف أو تظلم فالحوار هو الأسلوب الذي نلجأ إليه دائما.

جامعة مفتوحة توفر أرضية مواتية للحوار ولكن جامعة مغلقة هي أرضية صعبة لحوار بناء، تذكروا أن هنالك مسؤوليات جسام علينا جميعا أن نوفرها للطلبة، ولا يمكن الالتزام بهذه المسؤوليات والجامعة مغلقة. فهنالك طلبة على أبواب التخرج وهنالك طلبة يستعدون للفصل الثاني، فساعدوهم على استكمال مسيرتهم التعليمية.

يتساءل البعض عن هوية الجامعة وهل انحرفت البوصلة عما كانت عليها سابقا. وأنا أرغب أن أؤكد لكم أن هوية الجامعة في الحرية المجتمعية والسياسية لم ولن تتغير – بغض النظر عن الأشخاص والإدارات المتعاقبة والتي تتبدل دوما بحكم التقييم المستمر والأنظمة والقوانين التي تحكم مسيرة الجامعة. وضمن هذا المفهوم، ولاحتواء إيجابي للأزمة الحالية فقد تقدم مجلس الجامعة بمبادرات متعددة وقامت لجنة الأساتذة المكلفة بالحوار بتقديم برنامج عمل يؤكد لكم الإطار المناسب لحل الأزمة.

كما قامت المرجعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بعقد لقاءات معكم في محاولة لحل الأزمة. وفي هذا السياق، فإنني أؤكد لكم أن بيرزيت ستبقى – كما كانت دائما -مكانا يرعاكم، يساندكم لما فيه خير لكم وللوطن. ولدي كل الأمل أن نعمل معا من اجل مستقبل مشرق للوطن. ولا يمكنني إلإ المساعدة في تأمين أفضل جو من الحرية لكم – وفي بوتقة تعليمية إيجابية وناضجة.

أنظروا إلى الجامعة بعين مشرقة، تذكروا أن هذه التلة المعتصمين عليها كانت قبل خمسين عامًا تلة جرداء لا يسكنها ولا يقترب منها أحد. والآن هي ليست مباني فقط. وإنما مكان ينبض بالحياة وأصبح معقلا للحرية – فساعدوا في الحفاظ عليه وضمان استمراريتها.

أقول كل ما سبق وأنا أتذكر الأن حفل التخرج في حزيران عام 1972 (نعم قبل خمسين عاما بالضبط) عندما قمت بالإعلان عن تطوير كلية بيرزيت لتصبح أول جامعة في فلسطين. وأصدقكم القول إنني كنت أرتجف خوفا عندما أعلنت عن هذه “المغامرة”. ارتجفت لأنه بالكاد كانت لدينا مقومات التطوير.

ولكن خلال ساعات من الإعلان عن هذا الحدث التربوي، انهالت التهاني علينا من كل حدب وصوب. وعرفت أن الشعب معنا وأن المغامرة ستصبح حقيقة، وها أنتم اليوم تجنون ثمار هذه المغامرة الرائعة، فحافظوا عليها: لكم ولأبنائكم ولأحفادكم والأجيال القادمة.

هوية جامعة بيرزيت ثابتة.. ومجتمع الجامعة يدرك أن الحرية المجتمعية والسياسية متوفرة في الجامعة أكثر من أي مكان آخر في فلسطين. ومجلس الأمناء يقف بصلابة لترسيخ هذه الحرية، ويأمل أن يتم إنهاء الاعتصام الحالي فورًا كما ذكرت سابقًا – اليوم قبل غد، حتى تعود الحياة في جامعة بيرزيت كما يجب أن تكون: تعليم متميز، وحرية مجتمعية وسياسية في جو صحي يتمتع به مجتمع الجامعة بأكمله.

مع محبتي وتقديري لكل فرد منكم.”

استمرار الإغلاق

يذكر أن إغلاق الجامعة، يأتي من جانب الأطر الطلابية، التي تطالب بإقالة القائم بأعمال عميد شؤون الطلبة عنان الأتيرة ونائب رئيس الجامعة غسان الخطيب، لموقفهما من طلبة الكتل الطلابية عند اعتقالهم لدى الاحتلال.

كما تتضمن مطالب الكتل الطلابية، تنفيذ ما تم توقيع العمل عليه في الاعتصام الطلابي الماضي الذي جرى في الثامن من نوفمبر عام 2021، وعدم محاسبة أي طالبٍ على خلفية عمله النقابي والسياسي داخل أسوار الجامعة، سواءً كان ينتمي لأطرٍ طلابية أو مستقل.

وكانت قوات خاصة من جيش الاحتلال اقتحمت في مطلع الشهر الجاري، محيط جامعة بيرزيت واعتقلت عددًا من الطلاب وممثلي الكتل، من بينهم ممثل الكتلة الإسلامية الطالب الجريح إسماعيل البرغوثي، والذي مددت اعتقاله ونقلته إلى سجن مجدو.

تحرير: سمية النجار

 

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض