Site icon تلفزيون المدينة

“بالحب نتعلم”.. شعار أخذ بالمعلمة نبأ خندقجي إلى لقب “معلم فلسطين الأول”

“بالحب نتعلم”، الحب الذي نخلصه لكل شخص وكل شيء، الحب الذي يجعلنا من نقاءه نشعر بأن كل الأدوات والأشياء تنطق معنا، من أعمق وأصدق نقطة في أفئدتنا، وهو ذاته الذي يدفعنا كل يوم لنستيقظ ونعمل بصدق مخلصين النية لله عز وجل.

“أحب من كل قلبي، ولا أتصنع الحب أبدًا”، هكذا استهلت مربية الأجيال نبأ خندقجي صاحبة لقب “معلم فلسطين لعام 2021” حديثها لـ”تلفزيون المدينة”، واصفة لحظة إعلان فوزها باللقب بقولها “كاد قلبي أن يتوقف، فحصولي على اللقب وتأهلي للمرحلة النهائية عزز ثقتي بنفسي وبما أقدم، ورفع اسم طولكرم عاليًا، فهذه هي المرة الأولى التي تتأهل فيها طولكرم لهذه المرحلة.. أشكر الله وأحمده على ما اهتداني ووفقني إليه، فله بالغ الفضل في ذلك”.

وبنظرة تتقد فخرًا وشغفًا بما تعمل، وبإيمان عميق عبرت خندقجي عن فكرتها “عندما أدخل قاعة الصف أمثُلُ مؤمنة بقلبي وكل جوارحي بمسؤوليتي في إدخال البهجة وتوفير الجو المريح لأطفالي الطلاب، ومن ثم أمانتي في إيصال المعلومة بكل الطرق الملائمة”.

وتتميز الخندقجي بأسلوب تعليمي، يعتمد طريقة تتماشى مع نفسية وعقلية الطالب في المرحلة الأساسية الأولى، آخذة بعين الاعتبار أن كل طالب يختلف عن الآخر، وأن لكل منهم طريقة تفكير تميزه، مع ضرورة النظر في الظرف الاجتماعي والنفسي المحيط به.

وترى خندقجي أن الأصل في عملها الأكاديمي أنه عملٌ إنساني، يرقى بها إلى درجات عليا من الرحمة والإنسانية، ويجعلها حاضرة دومًا في الصف وهي تؤدي دورها كأم، تدخل الصف فتحتضن برودة قلب أحدهم وتدفئها، وتحيط بكل ما فيه من هواجس ومشتتات حتى يطمئن، ثم تباشر عملها في التدريس. 

وتُدّرِسُ الخندقجي مادة الرياضيات لطلاب المرحلة الأساسية، وهي مادة توصف بالأشد تعقيدًا والأبعد عن قلوب الطلاب، لكن أسلوبها الخاص ووسائلها المميزة، دفعت طلابها للاندماج الكامل مع هذه المادة، لدرجة صار يطلق عليها “مادة المس نبأ”.

وتنتمي نبأ لعائلة كرمية تنحدر أصولها من بلدة دير الغصون شمال المدينة، وهي شابة أينعت في حب العلم وواظبت عليه، حتى حملها القدر إلى الزواج قبيل إنهاء الصف العاشر، فتركت المدرسة وبدأت رحلتها في تكوين أسرة دافئة منذ عام 1994.

“أنبني ضميري عام 2000 وأعادني إلى مرحلة دراسية خاصة، توحدت فيها مع الكتب بعد انقطاع سنوات، ثم اجتزت المرحلة الثانوية ودخلت جامعة القدس المفتوحة، وتخرجت بتقدير امتياز، وأثناء دراستي عملت في روضة خاصة، وعقب التخرج عملت في مدارس خاصة قبل الانتقال للحقل الحكومي”، هكذا أضافت الخندقجي لـ”تلفزيون المدينة”.

ودعت خندقجي كل معلم فلسطيني إلى توثيق أنشطته وإنجازاته، ليدرك ما كان وما يجب أن يكون، ولفتت إلى دور تكاملي بين الأسرة والمدرسة، بوصفهم شركاء في العملية التعليمية.

يذكر أن وزارة التربية والتعليم، قدمت جائزة “المعلم المميز” أمس الثلاثاء، في يوم تصادف فيه يوم المعلم الفلسطيني.

وأثناء الاحتفالية الخاصّة بإعلان الجائزة، قال وزير التربية والتعليم مروان عورتاني، إن التعليم من أصعب المهن، وهو أصعب في فلسطين، نتيجة ما يعانيه المعلم بفعل الاحتلال الإسرائيلي الذي زرع المشقّات والصعوبات في الدروب، حرم المعلمين والطلبة من تعليم مستقر وآمن.

وحثّ عورتاني على ضرورة تجذّر ثقافة التميز في بنية النظام التعليمي، وأشار إلى أنهم وصلوا إلى المراحل النهائية لصياغة وثيقة مهنة التعليم التي تعطي مسار ارتقاء مهنيّ للتميز فيه، وتستند إلى معايير شفافة يحصل بموجبها المعلم على مكافأة مالية وإدارية. 

كتبت:سمية النجار

Exit mobile version