ربما يكون وجهك منها.. نتائج جيدة لشركة أميركية نقلت وجوه المليارات من مستخدمي الإنترنت لقاعد بياناتها
بعد أن حمّلت شركة “كليرفيو” (Clearview) للذكاء الاصطناعي مليارات الصور من الويب العام -أي من مواقع الويب بما في ذلك “إنستغرام” (Instagram) و”فينمو” (Venmo) و”لينكدين” (LinkedIn)- من أجل إنشاء أداة للتعرف على الوجوه لخدمة سلطات إنفاذ القانون، أثيرت العديد من المخاوف حول الشركة وأداتها لكسر الأعراف.
فبالإضافة إلى الآثار المترتبة على موضوع الخصوصية وقانونية ما فعلته كليرفيو، كانت هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الأداة تعمل فعلا كما هو معلن، أي هل يمكن للشركة أن تجد بالفعل وجه شخص معين من قاعدة بيانات تبلغ المليارات؟
لقد كان تطبيق كليرفيو للذكاء الاصطناعي أداة في أيدي وكالات إنفاذ القانون لسنوات طويلة قبل اختبار دقته من قبل طرف ثالث محايد.
والآن، وبعد جولتين من التجارب الفدرالية الأميركية خلال الشهر الماضي، لم تعد دقة الأداة مصدر قلق رئيسي.
في النتائج التي أعلنت أول أمس الاثنين، جاءت شركة كليرفيو، التي يقع مقرها في نيويورك، من بين أفضل 10 من أصل ما يقرب من مئة شركة تبيع أدوات التعرف على الوجه، في اختبار على مستوى البلاد يهدف إلى الكشف عن الأدوات الأفضل في العثور على الوجه المناسب أثناء النظر في صور الملايين من الناس. لكن كان أداء كليرفيو أقل جودة في نسخة أخرى من الاختبار، الذي يحاكي استخدام التعرف على الوجه للسماح لأفراد بالدخول إلى المباني، أي أنها تعمل مثل عملية التحقق من أن شخصا ما موظف في مكان ما.
وقال هوان تون الرئيس التنفيذي لشركة كليرفيو “نحن سعداء”. وأضاف “هذا يعكس حالة الاستخدام الفعلي لدينا”.
كما كان أداء الشركة جيدا في الشهر الماضي فيما يسمى اختبار مطابقة اثنين، لقدرتها على مطابقة صورتين مختلفتين للشخص نفسه، ومحاكاة عملية التحقق من الوجه الذي يستخدمه الناس لفتح هواتفهم الذكية.
وقال تون إن النتائج الإيجابية “كانت بمثابة دافع للأمام لفريق المبيعات”.
يذكر أن المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا يدير اختبارات شركات بيع أدوات التعرف على الوجه منذ عقدين من الزمن. ويشير التقرير إلى أنه منذ بدء تلك الاختبارات “شهد التعرف على الوجه ثورة صناعية مع خوارزميات تتقبّل بشكل متزايد الصور غير المضيئة وغيرها من الصور منخفضة الجودة، كما تتقبل أهدافا معروضة بشكل سيئ”.
لقد قدمت كليرفيو لأول مرة نتائج مثيرة للإعجاب على الرسوم البيانية في مقارنة صورة واحدة بعدة صور، وكذلك في عمليات الاستقصاء، ولكن الأداء الأعلى كان من نصيب شركة “سينس تايم” (SenseTime) الصينية وشركة “كيوبكوس” (Cubox) من كوريا الجنوبية.
وفي عام 2019 أدرجت وزارة التجارة الأميركية شركة سينس تايم مع 27 كيانا صينيا آخر على القائمة السوداء لأن منتجاتها متورطة في حملة الصين ضد الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى.
وذكر موقع “أكسيوس” (Axios) أنه قد تم تعديل اسم الشركة إلى “بكين سينس تايم” للحد من أثر الإدراج في القائمة السوداء.
وبصرف النظر عن الدقة، فإن تساؤلات لا تزال تثار حول قانونية أداة كليرفيو. إذ قالت السلطات في كندا وأستراليا إن شركة كليرفيو خرقت قوانينها عبر عدم الحصول على موافقة المواطنين الذين يتم تضمين صورهم في قاعدة البيانات، والشركة تحارب الدعاوى القضائية بشأن الخصوصية في ولايتي إلينوي وفيرمونت.