الأخبار

لماذا أُعيد فتح قنصلية القدس؟

خاص | قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة ستعيد فتح القنصلية العامة في القدس المحتلة، والتي أغلقتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، أن إعادة فتح القنصلية خطوة كبيرة نحو تطبيع العلاقات الأمريكية الفلسطينية، ألّا أنها تتطلب موافقة دولة الاحتلال أولًا. 

من جهته، قال المحلل السياسي سامر عنبتاوي لـ “تلفزيون المدينة” إن الإدارة الأمريكية تحاول تغيير سياستها الأمريكية المتبعة مع فلسطين شكليًا، خاصة بعد المواجهة “الفلسطينية – الإسرائيلية” التي حصلت في الفترة الأخيرة.

وأفاد عنبتاوي بأن تراجع القوة “الإسرائيلية” العسكرية، جعل الولايات المتحدة الأمريكية تحاول العودة إلى سياستها الأولى التي تتضمن حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، والسعي إلى تطبيق خيار السلام في الشرق الأوسط.

وأعتبر المحلل السياسي أن الخطوة الأمريكية في فتح القنصلية، ماهي إلّا محاولة لتوجيه الأنظار من الخسارة الفادحة التي مُنيّت بها دولة الاحتلال إلى قضايا أخرى كـ نقل السفارة، والالتفاف على الهزيمة التي مُنيّ بها جيش الاحتلال.

موقف نتنياهو

وخلف الكواليس، أثار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحفظات على مواقف وزير الخارجية بلينكين خلال لقائهما، وقال إنه يفضل إبقاء القنصلية كجزء من السفارة الأمريكية في القدس، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وعزا عنبتاوي سبب موافقة نتنياهو على قرار نقل القنصلية إلى الضغط الأمريكي للتراجع عن سياسته، خاصة بعد جرّ دولته إلى المواجهة مع المقاومة الفلسطينية للحفاظ على بقائه، وإرضاء بعض السياسيين “الإسرائيليين” داخل الحكومة لكسب دعمهم في تشكيل الحكومة، بالإضافة إلى رغبته بالالتفاف ايضًا على خسارة دولته. 

واعتبر المحلل السياسي أن عودة العلاقات الأمريكية الفلسطينية يجب أن يسبقها تراجع أمريكي عما قامت به الولايات المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى ضرورة وجود تغير جوهري في السياسة الأمريكية، ومطالبًا الحكومة الفلسطينية بعدم المسارعة في عودة العلاقات، واستثمار ما قدمه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة من تضحيات، واستغلال التضامن الشعب العربي، والعالمي الواسع مع القضية الفلسطينية. 

وفي السياق ذاته، أكدّ عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” حسين الشيخ مساء أمس، أن الإعلان الأمريكي عن إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية هو من أهم القرارات السياسية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة.

وأضاف أن إعلان إعادة فتح القنصلية يعني سقوط صفقة القرن تماماً، والتي بسببها تمت محاصرة الصفة وغزة من الأمريكان والإسرائيليين والأصدقاء قبل الأعداء.

إعادة إعمار غزة

وأكدّ الشيخ أن الرئيس محمود عباس أعلن عن ضرورة إعادة إعمار قطاع غزة فوراً، مشيرًا إلى أن الإعمار سيتم في إطار رؤية سياسية شاملة.

وشدّد على ضرورة الخروج من الخطاب الحزبي الضيق، وارتقاء كل حزب بمسؤوليته كي لا تبقى الساحة الفلسطينية أسيرة لصراعات حزبية.

يُذكر أن إدارة بايدن ستطلب من الكونغرس الأمريكي الموافقة على 75 مليون دولار إضافية كمساعدة لإعادة إعمار غزة، و30 مليون دولار أخرى لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

كما شدّدت على أن إعادة فتح القنصلية سيسهل تنسيق المساعدات الإنسانية لغزة وجهود إعادة الإعمار مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية.

يُذكر أنه تم دمج قنصلية الولايات المتحدة العامة بسفارة الولايات المتحدة في القدس في آذار/مارس من عام 2019، لتشكيل بعثة دبلوماسية واحدة.

كتبت: هالة حسون

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض