شكل آخر للعلم ورمزية خاصة لألوانه.. كيف اختيرت ألوان العلم الفلسطيني؟
منذ عام 1917 وحتى اليوم، يعرف العلم الفلسطيني بألوانه الأربعة، مستطيلات باللون الأسود والأبيض والأخضر، يجاورهن مثلث أحمر اللون.
هذا الشكل للعلم لا يعبر عما يجب أن يكون، ذلك بأنه عرف طويلًا بألوان خمس هي الأبيض والأحمر والأخضر والأسود، موزعة على شكل أربعة مثلثات، يتوسطهن معيّن برتقالي اللون، لم يتم اختياره عبثًا.
فهذا الوصف لأحد مقترحات العلم الفلسطيني، الذي كان مرشحًا ليكون الشكل المعروف اليوم، يحمل قصة يجهلها الكثير من الفلسطينيين أنفسهم.
قصة العلم
تبلورت فكرة هذا العلم بعد اندلاع ثورة البراق، في حين عرف فيه الفلسطينيون بحسهم الوطني العالي، وكانوا يشعرون بالحاجة لما يميزهم ويرفع من حسهم القومي والوطني.
وترجح الأقوال أن اللون البرتقالي وجد كلون من ألوان العلم، بسبب شهرة فلسطين بزراعة البرتقال.
تقول المراجع التاريخية إن العلم الحالي صممه “الشريف حسين” على أنه رمز للثورة العربية عام 1916، غير أن الفلسطينيين استخدموه في إشارة للحركة الوطنية التي شهدها عام 1917، وبعد نحو 30 عاما تم تفسيره رمزًا للحرية وللوحدة العربية.
وعندما وضع المجلس الوطني ميثاقه القومي عام 1964، نصت المادة (27) منه “على أن يكون لفلسطين علم وقسم ونشيد، وحددت ألوانه بالترتيب كالتالي: أخضر فأبيض ثم أسود مع مثلث أحمر”.
آنذاك كان الأخضر يلون المستطيل العلوي من العلم، قبل أن تضع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نظامًا خاصًا يحدد مقاييسه وأبعاده، إذ حل الأسود مكان الأخضر أولًا، حسب وكالة “وفا”.
وتم الاعتراف به من جامعة الدول العربية عندما استخدمه الفلسطينيون في “المؤتمر الفلسطيني” بغزة عام 1948.
ومع انطلاق الثورة مطلع 1965 اتخذت العلم شعارًا، قبل أن تتبناه منظمة التحرير في منتصف نوفمبر عام 1988.
الانتداب على العلم
وأخذ العلم شكلًا مغايرًا بين عامي 1920 و1948، وهو شكل فرض في الحقيقة بشكل إجباري من قبل سلطات الانتداب البريطاني التي كانت تفرض احتلالها على فلسطين في تلك الفترة.
وفي تلك الفترة، كان يعبر عن علم فلسطين بمستطيل أحمر اللون، في زاويته اليسرى العلوية علم بريطانيا، في أسفل الزاوية المقابلة دائرة بيضاء “في داخلها اسم الولاية (فلسطين) بالأحرف الإنجليزية”.
وبحسب المراجع التاريخية، فإن “ذلك – إلى حد ما – كان غير عادي، نظرًا إلى أن جميع الأراضي البريطانية الأخرى في إفريقيا وآسيا التي كانت أعلامها على أساس أعلام الراية الزرقاء، في حين أن النسخة الحمراء كانت تستخدم في أوروبا وأمريكا الشمالية”.
ولم يعترف الفلسطينيون بهذا العلم شعبيًا ولا رسميًا، إنما كان يرفع فوق المؤسسات الحكومية التابعة لحكومة الانتداب فقط، وهو ما أشار إليه الموثق والباحث الفلسطيني “طارق البكري”، ضمن مشاركته في منصة “لمّة” بالعاصمة الأردنية عمّان عام 2019، خلال حديثه عن مبادرة “كنا وما زلنا”.
ويعبر العلم اليوم برمزية عن حق وطني، ويرفع في كثير من المحافل والمناسبات تعبيرًا عن التعاطف مع القضية الفلسطينية، ويعتلي المباني الحكومية والمطارات والقواعد العسكرية والمنشآت والمقار الرسمية داخل وخارج فلسطين، ليل نهار.
كتبت: سمية النجار
المصادر: مواقع إلكترونية