تداولت وكالات الأنباء العديد من الأخبار، حول برنامج التجسس الإسرائيلي “Pegasus”، الذي يستخدم لاختراق الهواتف، فيما قيل أنه تم استخدامه للتطفل على الصحفيين والسياسيين والنشطاء وحتى رجال الأعمال في جميع أنحاء العالم.
ويعتقد الأشخاص العاديون أنهم ليسوا الهدف لبرامج المراقبة والتجسس، ولكن على هؤلاء الأشخاص أن يعيدوا النظر حول مدى أمان أجهزتهم، خصوصا أجهزة ” apple “، فقد أثبتت الحوادث الأخيرة عدم وجود هاتف محصن ضد الاختراق.
هل شركة ” آبل” آمنة؟
وعززت شركة “آبل” سمعتها باعتبارها البديل الآمن لمنافسيها “Microsoft” و”Google”، التي يعمل نظام تشغيلها “Android” على تشغيل معظم الهواتف في العالم بخلاف أجهزة “آبل”.واتخذت شركة آبل موقفا معروفا ضد الحكومة الفدرالية للولايات المتحدة مرتين، بعد مساعدة مكتب التحقيقات الفدرالي في فتح هواتف أشخاص مشتبه بهم.
ومن الجدير ذكره أن مكتب التحقيقات الفدرالي كان قادرا على الوصول إلى تلك الهواتف دون مساعدة آبل، وهذا يجب أن يكون دليلك الأول على أن أجهزة “apple” ليست حصونا لا يمكن اختراقها.
وكشف تقرير مفصل لمنظمة العفو الدولية، التي قادت التحقيق بالشراكة مع منظمة “Forbidden Stories” غير الربحية، كيف استخدمت بيغاسوس تطبيقات آبل الخاصة، بما في ذلك “Apple Photos” و “Apple Music” و “iMessage”، كنواقل هجوم.
وأضافت في تقريرها، أن ثغرات كانت معروفة بالفعل للخبراء والباحثين الأمنيين، على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن حالة يمكن للمتسلل فيها إرسال برامج ضارة عبر “آي مسج” تصيب الهاتف المستهدف حتى لو لم ينقر المستلم مطلقا على أي شيء، وهي الحالة المعروفة منذ عدة سنوات باسم استغلال “النقر الصفري”.
وتشير تقارير متعددة إلى أن شركة ” بيغاسوس ” اخترقت٥٠ ألف هاتف تخص أشخاصا قيل إنهم “أهداف محتملة”، ومن ضمن هذه الأجهزة الآلاف من هواتف آيفون.
ويمكن لبرنامج التجسس الذي طورته شركة “NSO” الإسرائيلية، جمع بيانات هاتف الهدف والوصول إلى موقعه وتسجيله من خلال الميكروفون والكاميرا الخاصة به دون علمه ودون حتى النقر على رابط.
وأكدت الشركة الإسرائيلية المطورة للبرنامج، أنها تبيع تقنيتها للوكالات الحكومية فقط للتحقيق في قضايا “الإرهاب” والجريمة ومكافحتهما لغرض “إنقاذ الأرواح”، وكذبت ما كتب بالتقارير.
فيما وجدت المنافذ الإخبارية أن بعض الأشخاص تم استهدافهم، وذلك لتحدثهم ضد الحكومات و أشخاص ذوي نفوذ، ليس لأنهم ” مجرمون ” أو ” إرهابيون “.
أجهزة أكثر أمانًا
وأشار التقرير إلى بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لجعل الأجهزة أكثر أمانا، مثل تحديث نظام التشغيل والتطبيقات بشكل متكرر.
فعلى سبيل المثال، يبدو أن استغلال تطبيق “آي مسج” قد تمت معالجته بواسطة تحديث نظام” iOS 14 “، والذي يعزل الرسائل الواردة عن بقية برامج الهاتف (بما في ذلك تطبيق آي مسج نفسه) ويختبرها بحثا عن الشفرات الضارة.
يُظهر تحقيق بيغاسوس أن أجهزة آيفون -وأي جهاز آبل آخر- ليست آمنة بنسبة 100%، وستبقى دائما داخل لعبة اللحاق بالركب لإصلاح نقاط الضعف التي يجدها المتسللون ويستغلونها.