تستوقفك أنغام عبد الوهاب بصوت مميز، ينبعث من آلة يفوق عمرها مئات السنين، لها وقع الأصالة والعذوبة، بمرورك من شارع ساحة النصر، هناك حيث محل العم أبو شادي.
المتجر على فوضاه يبدو جميلًا، تحكي تفاصيله تاريخًا امتد على مدار 100عام، كان في بادئ الأمر متجرًا لصناعة الأحذية صناعة يدوية على يد إسكافي، ثم اشتراه أبو شادي وحولّه إلى متجر لبيع المسجلات والأشرطة والأسطوانات والآلات الموسيقية القديمة منذ عشر سنوات.
يقول أبو شادي لـ”تلفزيون المدينة” إنه مغرم بعمله الحالي، إذ يشرف على بيع الآلات والمقتنيات القديمة، ويقوم بإصلاح التالف أو الجزء المعطوب منها، وهو ما يعبر عن شغف طفولته في إصلاح الأجهزة والطرب على الأنغام الأصيلة.
ويعلم أبو شادي في هذه المهنة منذ أكثر من 20عامًا، معتمدًا على موهبته التي هذبها بشهادة في إصلاح الأجهزة الكهربائية.
يتابع أبو شادي بقوله إن آلة “البيك أب” أو “الهيدفون” الموسيقية هي الأكثر طلبًا، وهي آلة تتوسطها أسطوانات خاصة، تعمل بالطاقة الكهربائية، مشيرًا إلى أنه يحصل عليها من كبار في السن يملكونها ثم يعيد تشغيلها والتأكد من أنغامها.
ورغم أن الشركة المشرفة على تصنيع الأسطوانات الخاصة بهذه الآلة أغلقت منذ خمسين عامًا، إلا أن أبو شادي يبيعها حتى اليوم، إذ تحتوي على أغانٍ لعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وسعاد محمد وغيرهم من مطربي ذاك العصر.
وتحوي الأسطوانة الواحدة عددًا من الأغاني، ويمكن التبديل بينهن وفقًا لرغبة المستمع، كما تتيح له أيضًا سماع المقطع المراد بالتقديم والتأخير بينهن.
ورغم انتشار قنوات اليوتيوب التي تحفظ كل الأغاني القديمة والحديثة، إلا أن الكثير من الناس، و”أصحاب الكيف”على وجه الخصوص، يفضلون سماع الموسيقى المنبعثة من هذه الآلة، فهي تعيد لهم وقع الأغنية بصوت لا مثيل له.
تحرير: سمية النجار