قللت منظمة الصحة العالمية من خطورة متحور أوميكرون، مبديّة تفاؤلها بفعالية اللقاحات، وأعلنت أن أوروبا أصبحت بؤرة لتفشي الجائحة، مما دفع دولا أوروبية لتشديد قيودها من ازدياد حالات الإصابة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد دليل حتى الآن على تراجع فعالية اللقاحات في مواجهة المتحور أوميكرون، موضحة أن بعض المؤشرات تظهر أن معظم الإصابات به بسيطة.
وأضافت منظمة الصحة العالمية “لا حاجة لتطوير لقاحات جديدة، بل يكفي إجراء تعديلات بسيطة على اللقاحات الموجودة.. لدينا وسائل وأدوات متعددة لمنع انتشار متحور أوميكرون”.
وقالت المنظمة أيضا إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن فترة حضانة أوميكرون تختلف عن أي متحورات أخرى لفيروس “كورونا”.
وكشفت المنظمة أن بعض متحورات فيروس “كورونا” تنطوي على خطر متزايد لانتشار العدوى، موضحة أن متحور “دلتا” (Delta) أصبح المتحور الأكثر انتشارا لفيروس “كورونا” في الدول الأوروبية.
واعتبرت المنظمة أن عدم المساواة في توزيع اللقاحات هو من أكثر الأسباب مدعاة للقلق في مواجهة الجائحة.
وفي السياق، قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية “نعمل مع خبرائنا لتحديد تأثير أوميكرون على انتقال العدوى وشدة المرض”.
وصادقت منظمة الصحة اليوم الأربعاء على بدء مفاوضات بشأن معاهدة دولية للوقاية من الأوبئة في المستقبل، وذلك بعد موافقة بالإجماع في الجمعية العامة للمنظمة المكونة من 194 دولة عقب اجتماعات امتدت 3 أيام.
واعتبرت المنظمة أن الحظر الذي يُفرض بسبب الجائحة سيترك عبئا ثقيلاً على شعوب العالم ويمكنه أن يؤثر سلبا على الجهود الصحية العالمية من خلال تثبيط البلدان عن الإبلاغ عن البيانات الوبائية وتبادلها.
ودعت المنظمة المسافرين إلى البقاء حذرين ومتيقظين لأي علامات تخص الفيروس مع التطعيم والالتزام بالتدابير الصحية في جميع الأوقات.
أوروبا مركز الجائحة
من جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا أصبحت مركزا لتفشي جائحة “كورونا”.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لقد حان الوقت للتفكير في اتخاذ قرار بإلزامية التطعيم في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن العلماء يؤكدون أن اللقاحات والجرعات الإضافية توفر أكبر حماية ضد الوباء.
وأضافت “نحتاج إلى أسبوعين للحصول على معلومات دقيقة فيما يخص أوميكرون”.
وأوضحت دير لاين أن هناك زيادة كبيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا، خصوصا ممن لم يتلقوا اللقاح.
وفي الأثناء، ذكرت رويترز أن السلطات الفرنسية تشتبه في وجود 13 حالة إصابة بمتحور أوميكرون على أراضيها.
كما أعلنت هولندا أن 14 مسافرا وصلوا نهاية هذا الأسبوع من جنوب أفريقيا مصابون بأوميكرون، في حين تم رصد حالة واحدة في سويسرا.
وفي المملكة المتحدة، وهي واحدة من أكثر الدول تضررا بالوباء، أعيد أمس الثلاثاء فرض إلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل والمتاجر، وأصبح يتوجب على جميع الذين يصلون إلى بريطانيا الخضوع لاختبار ولحجر صحي حتى صدور النتيجة.
وسجلت ألمانيا اليوم الأربعاء أعلى عدد وفيات يومي بفيروس “كورونا” منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، وذلك بعد رصد 67 ألفا 186 إصابة جديدة، و446 وفاة، وبهذا يصل إجمالي الوفيات إلى 101 ألف و790 حالة، كما رُصد 4 مصابين بأوميكرون، على الرغم من تلقيهم جرعة التطعيم كاملة.
وحذرت المستشفيات من أن عدد المرضى في وحدات الرعاية المركزة قد يصل إلى 6 آلاف بحلول عيد الميلاد، وهو ما يتجاوز ذروة بلغتها البلاد في الشتاء الماضي.
ووافقت الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في ألمانيا أمس الثلاثاء على اتخاذ إجراءات لمواجهة الموجة الرابعة من الوباء، ويشمل ذلك تكثيف حملة التطعيم وفرض قيود على التواصل، خاصة لغير المطعمين.
حول العالم
وذكرت وكالة الأنباء السعودية اليوم الأربعاء أنه تم رصد أول حالة إصابة بأوميكرون لمواطن قادم من إحدى دول شمال أفريقيا، حيث تم عزل المصاب والأشخاص المخالطين له.
وهذه أول حالة إصابة بالمتحور الجديد يتم الإعلان عنها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وطلبت اليابان من شركات الطيران تعليق حجوزات السفر الجديدة للرحلات المتوجهة إلى أراضيها لمدّة شهر، حيث يتواصل اكتشاف المزيد من الإصابات.
كما أعلنت نيجيريا تسجيل أول 3 إصابات بالمتحور أوميكرون لدى أشخاص سافروا إلى جنوب أفريقيا.
وقبل بضع ساعات، أعلنت حكومة ولاية ساو باولو في جنوبي البرازيل تسجيل إصابتين بأوميكرون لدى مسافريْن وصلا من جنوب أفريقيا.