مكب زهرة الفنجان في جنين... تلوثٌ وأمراض خطيرة

الأخبار

مكب زهرة الفنجان في جنين… تلوثٌ وأمراض خطيرة

By Beesan Kharoof

January 17, 2021

بين بلدتي عرابة وجنين، وعلى مسافة 15 كيلومترا من مدينة جنين أقيم مكب زهرة الفنجان. المكب الذي شكل مكرهة صحية يحتل مساحة 220 دونما، منذ عام ٢٠٠٧، بتكلفة بلغت 9 ملايين دولار. جاءت فكرة إقامة مكب زهرة الفنجان لحل مشكلة المكبات العشوائية الموزعة في أنحاء متفرقة في شمال الضفة الغربية.

ما وراء الاسم

في جنوب جنين، ما بيّن قرى عجة وعرابة وفحمة والزاوية كانت تلك المنطقة مليئة بزهر الڤيجن وما إن جارت عليّه تقلبات وممارسات الناس لتتحول المنطقة من زهر الڤيجن لزهرة الفنجان “بؤرة لرمي النفايات بجميع أنواعها”.

 “آراء متناقضة”

يقول محمد سليمان صاحب بيتٍ وأرض صغيرة بالقرب من مكب الفنجان:” معاناتي مع وجود هذا المكب كبيرة منذ أكثر من 15عشر عاماً، وحالي كحال الآلاف من المواطنين المحتجين على وجوده، وإني أكثرهم تضرراً لتأثري الكبير من ما هو جاري وجواري، أمرٌ حتمي سيء نتعايش معه رغماً عنا ففي النهار نعاني من الذباب، وليلاً القارص، والحشرات الضارة التي نراها لأول مرةً في حياتنا بسببه، ومشكلتنا الأولى والمتربعة على رأس المشاكل هي الروائح الكريهة المستمرة والتي تتفاقم مع درجات الحرارة العالية ومع حركة الهواء، أنا وعائلتي لا ننعم بالراحة أبداً وكل شيء هنا مكروه بسبب وجوده”.

ويضيف سليمان أن هناك مخاوف اخرى على أرضه فهو مهدد بخسارتها في أي وقت مع التسريبات المستمرة التي تتوالى عليها من هذا المكب، إضافةً للمياه المتسربة من النفايات، فمحاصيله التي يعتني فيها والتي يخرج منها مصدراً لرزقه مهددة بالهلاك.

ويقول رئيس مجلس قرية فحمة محمد عمر إنه يجب الاشارة إلى ارتفاع التكلفة المدفوعة شهرياً مقارنة مع الخدمات المقدمة لجمع النفايات والتخلص منها.

ويدعو عمر الجهات المسؤولة إلى ضرورة تنظيم عملية جمع النفايات بشكل شبه يومي، والتخلص الكامل منها، مطالباً إدارة المكب برش الحاويات والقرية بشكل مستمر، وتوفير حاويات إضافية.

من جهة أخرى، يشير عضو مجلس الخدمات المشترك ورئيس بلدية عرابة أحمد العارضة إلى الخطر المتمثل في تسرب عصارة النفايات إلى سهل عرابة وإتلاف المحاصيل الزراعية.

ويضيف:” لم تسلم الأراضي الزراعية منه، إذ ضعفت بنيتها وتلوثت ما أدى إلى خسائر اقتصادية فادحة،ولم يعد أحد يشتري من زيت الزيتون الذي تنتجه الأراضي القريبة من المكب”.

حلو ٌل مؤقتة

إن المشاكل التي تتولد بسبب وجود مكب زهرة الفنجان ليست حديثة الولادة وإنما هناك حراك شعبي قديم منذ البدايات البسيطة بتواجده بالأقوال والأفعال والمظاهرات والاحتجاجات المستمرة.

وأوضح محافظ محافظة جنين في حديث له لـ”موقع راية” أن اتفاقا نتج عن الاجتماعات التي جرت مع المسؤولين في بلديات ومجالس القرى المتضررة من مكب زهرة الفنجان، يقضي بوضع المكب تحت الاختبار والفحص اليومي لمدة شهر، والعمل خلاله على وقف الضرر الناتج عنه، والمتمثل بالرائحة الكريهة والمشاكل الصحية والبيئية. وأضاف: وصلنا إلى اتفاق بتأييد من رئيس الوزراء رامي الحمد الله، يقضي بتحويل النفايات إلى طاقة إما من قبل شركة مختصة، أو من خلال حق التعاقد المباشر مع أي شركة، وبحال لم يتم العمل بناء على هذا الطرح، فيمكن العمل على إعادة المكب لدوره الأصلي المتمثل باستيعاب نفايات محافظتي جنين وطوباس فقط.

مشروع توليد الكهرباء

أعلن وزير الحكم المحلي في مدينة جنين مجدي صالح في شهر سبتمبر، عن جهوزية عطاء مشروع لتوليد الكهرباء في مكب “زهرة الفنجان “للنفايات الصلبة جنوب جنين، استنادا لقرار مجلس الوزراء لطرح العطاء على المستوى الدولي من قبل الحكومة. وأكد الصالح خلال لقائه بمجلس إدارة مكب “زهرة الفنجان “والمكون من رؤساء بلديات محافظتي جنين وطوباس والطواقم الفنية، الانتهاء من التحضيرات اللازمة للعطاء ليكون جاهزا للطرح، ليتيح المجال لشركات محلية وإقليمية وعالمية للمنافسة في الاستثمار في الموقع بتكنولوجيا حديثة واستخراج الطاقة من النفايات وذلك حسب ما نشر موقع الأيام. واطلع الصالح المجلس على مكونات العطاء وآليات تنفيذ المشروع، والجهود التي بذلت من قبل الحكومة والوزارة للوصول إلى هذه النتيجة التي من شأنها أن تسهم في تحقيق السلامة للمواطنين وتحافظ على البيئة والصحة العامة، بالتخلص من النفايات. وسيسير العطاء لهذا المشروع لتحويل النفايات لإنتاج طاقة نظيفة متوقعة ما بين 25 – 30 ميغا واط من الطاقة النظيفة.” وأشار وزير الحكم المحلي إلى أن مشكلة الكهرباء في محافظة جنين ستنتهي بشكل كامل جراء هذا المشروع، خصوصا وأن هذا المشروع سينتج الطاقة بعد 24 شهر من تاريخ توقيع الاتفاقية، وسيطرح للشركات الاستثمار في المكتب بقيمة 160-120 مليون دولار ولفت الوزير الفلسطيني، إلا أن هذا الاستثمار سيتم تشغيله من قبل المستثمرين الذين سيقومون بإنشاء المصنع، وسيخدم محافظة جنين بشكل خاص.

كتابة: مارلين عمرية