أثار مسلسل “مدرسة الروابي للبنات” جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية، وبخاصة الأردن خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن بدأت شبكة “نتفلكس” في عرضه منذ يوم 12 أغسطس/آب الجاري .
ويقدم “مدرسة الروابي للبنات” قصة فتاة في المرحلة الثانوية تتعرض للتنمر من قبل طالبات في المدرسة، وتقرر الانتقام برفقة اثنتين من زميلاتها المهمّشات، ويخططن معًا للرد على المتنمرين.
ويملئ مسلسل “الروابي الخيالي” الدراما والأسرار، ويسلط الضوء على المشاكل التي تواجه الفتيات في هذه المرحلة العمرية، من خلال سيناريو يعبر بواقعية عن اندفاع المراهقين وطيشهم.
ومن ناحية فنية، تميز المسلسل في تصويره وكوادره، وتميّز باهتمامه بأدق التفاصيل المتعلّقة بالمكان، والتي تنقل صورة حية بطابع عربي، وأدى الممثلون أعمالهم بكفاءة عالية مقارنة بالظهور الأولي على الساحة الفنية.
مشاهد “جريئة”
وعمل في المسلسل طاقم أردني، وبرزت وجوه جديدة على الساحة الفنية الأردنية من خلاله، وهو من إخراج تيما الشوملي، بالتعاون مع إسلام الشوملي، وشيرين كمال، ومن بطولة ركين سعد، وأندريا طايع، ونور طاهر، وجوانا عريضة، وسلسبيلا، ويارا مصطفى.
وتضمن المسلسل مشاهد وصفها البعض بـ”الجريئة”، في إطار تناول المسلسل لقضايا التنمر والتحرش ووصمة العلاج النفسي، وجرائم الشرف، والتفكّك الأسري، واستغلال القُصّر، وسوء استخدام منصات التواصل الاجتماعي.
من جانبه، عبر نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب عن رفضه لمسلسل “مدرسة الروابي للبنات” وذلك لاعتبارات أخلاقية ومهنية جمة، وفقًا لتصريحات نقلتها مواقع محلية أردنية.
وقالت مخرجة المسلسل، تيما الشوملي في تصريح لها إن “العمل كان حلماً يتناول هموم النساء من خلال أعين النساء وأقلامهن”، معربة عن فخرها بأن المسلسل الأردني استطاع أن يخرج للعالمية ويترجم إلى عدة لغات.
وأكدت أن إنتاج العمل كان تحديًا كبيرًا لما يحمله من مسؤولية مجتمعية، مشيرة إلى أن هذه الفئة العمرية من الفتيات بحاجة إلى عمل فني يعبر عنهن، ويلفت نظر الأهالي لحقيقة ما يمر به أبناءهم.
“جنّ” و”الروابي”
وانقسم رواد مراقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض فيما إذا كان المسلسل يعبر عن واقع الأردن أم يعرض صورة مشوهة عنه، مشوهًا العادات والقيم الإسلامية والمجتمعية.
وناقشت المخرجة الفلسطينية آلاء حمدان تفاصيل العمل، ونشرت مراجعةً بشأنه قائلة إنه عمل مميز يشدّ بحواراته وحبكته حتى آخر لحظة، مضيفةً أن تيما الشوملي تفوقت في انتقالها من عالم مواقع التواصل إلى منصة عالمية مثل “نتفلكس”.
وقارنت حمدان بين العمل الأردني الأول الذي عرض على “نتفلكس” عام 2019 “جن” وبين “مدرسة الروابي”، معبرةً عن تطور لافت من النواحي الفنية والفكرية كافةً حققها مسلسل الروابي.
وكانت شبكة “نيتفلكس” قد تعرضت في عام 2019 لانتقادات شديدة بعد عرض مسلسل “جن”، إذ اتهم العديد من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي والنواب المسلسل بأنه يتضمن مشاهد خادشة للحياء العام، بالإضافة إلى لقطات إباحية، وألفاظ نابية وسيئة لا تليق بالمجتمع الأردني ولا عاداته وتقاليده وتخالف التعاليم الشرعية.