يعدّ مسجد النصر واحدٌ من أهم المساجد التي تشهد كل عام انطلاق احتفالات إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف، في ترانيم، وأناشيد دينية تمدح خصال الرسول محمد عليه السلام.
ويقع مسجد النصر في وسط البلدة القديمة في نابلس، ويتميز هذا الجامع بقبة خضراء كبيرة فريدة في شكلها ما بين قباب جوامع البلدة القديمة، حيث تحيط بها ثماني قباب خضراء صغيرة، ومئذنته إسطوانية الشكل تتقلدها قلادة من النقوش الجميلة كما هو المعمار في العهد الأيوبي.
وجُدِّدَّ بناءه على يد المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1935م حيث بني من طابقين، الطابق الأول خصص للمحلات التجارية ومقبرة لشهداء المسلمين في الحروب الصليبية، أما الطابق الثاني فهو المسجد وأصله على الطراز البيزنطي الشرقي في القرن الثاني بعد الميلاد على نمط الجامع الكبير.
حجارته من الداخل أرجوانية نادرة، وقبته من الداخل مثمنة، ترتكز على أربعة أقواس كبيرة، وترتكز الأقواس الكبيرة على أقواس صغيرة، زادت المسجد عظمة وبهاءً، وجعلت سقف المسجد من حول القبة مستوياً مما ساعد في رفعها عالياً، وكل ضلع من أضلاع القبة فيه ثلاث نوافذ مقوسة الشكل مما يزيد إضاءة الجامع من خيوط أشعة الشمس.
وعلى جوانب المسجد نوافذ مربعة تعلوها نوافذ أخرى بشكل نصف دائري، وتبلغ نوافذه مجتمعة اثنتين وسبعين نافذة، ولا يقل محراب الجامع أهمية وجمالاً عن باقي أقسامه الداخلية.
وأعمدة الجامع الاثنتين وثلاثين متنوعة الشكل واللون، منها الإسطواني الأبيض الرخامي، ومنها المربع الأخضر.
ويبرز موقع مسجد النصر بشكل أثري مهم في مرحلة تطور مدينة نابلس، عبر المرحلة الثانية أي في فترة الإمبراطور هادريان (119م)، حيث يشار إليه كمعبد روماني، وقد كان موقع المعبد مطابقاً لنمط المدن الرومانية إذ نجد موقع البيزليكا الرومانية والبيزليكا البيزنطية والذي هو اليوم الجامع الكبير في عام 1927 بعد الزلزال الذي خرب نابلس ودمر كامل جامع النصر والجامع الكبير.
وأتيح لدائرة الآثار الفلسطينية أن تجري فحصاً لموقع المسجد، حيث عُثر على بقايا تعود لفترة العصر الروماني أي القرن الثاني الميلادي.
كما عُثر على دوار للطرق في المدينة كان يوزع شوارع المدينة المتعددة عبر الساحة الرومانية، وفي عام 1972 حصل خسف وسقوط في الجهة الغربية من المسجد، وأجريت حفرية اختبارية في الموقع قبل فتح الباب الجديد حيث عثر على بقايا المعبد الروماني.
كتبت: سُميّة النجّار
تحرير: هالة حسون