“أزمة قديمة جديدة”، هكذا وُصفت أزمة مجمع مركبات نابلس الشرقي على لسان أحد السائقين في إشارة إلى إهمال ما زال يثير تحفّظ سائقي مجمع المركبات العمومية والمواطنين المرتادين إليه في ظل تشبثهم بوعودات تنتظر التنفيذ.
ويعاني مجمع مركبات نابلس الشرقي من تقصير وتهاون في تلبية احتياجات المواطنين المتمثلة بإعادة تهيئة بنية المجمع التحتية ومرافقه الصحية، وتحسين خدماته المقدّمه لسائقي المركبات العمومية والمواطنين على حدٍ سواء.
وأجرى فريق تلفزيون المدينة جولة في مجمع مركبات الشرقي خلال حلقة “ع بلاطة” والذي يقدمه الزميل مصعب الخطيب وبالشراكة مع المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية “ريفورم”، وبحضور مدير البرامج والمشاريع في البلدية المهندس أسامة بريك، ومدير مجمع المركبات الشرفي فراس الخليلي، ومنسق لجنة المساءلة المجتمعية في بلدية نابلس علاء الجيطان.
مبررات وتهرّب
ويقول مدير مجمع المركبات الشرقي فراس الخليلي إن مسؤولية المجمع مشتركة، ولا تقتصر بشكل فردي على جهة محددة، معتبرًا أن بلدية نابلس هي المسؤول الأكبر فيما يحدث من تقصير في خدمات المجمع.
وكشف الخليلي عن آلية جديدة وعدت بها بلدية نابلس للعمل على تحسين الخدمات المجمع، مشيرًا إلى ترتيبات مع الإدارة الجديدة لحل الأمور العالقة، وإنهاء الأزمة الممتدة منذ 12 عاماً.
من جهته، يعزي منسق لجنة المساءلة المجتمعية في بلدية نابلس علاء الجيطان تأخر بلدية نابلس في تنفيذ وعودها لحلّ لأزمة المجمع إلى تحديات تجابهها متمثلة بتحدياتٍ مالية، وقانونية، بالإضافة إلى غياب تعاون الموظفين مع البلدية، تسبب على إثرها إهمال “غير متعمد”، على حد تعبيره.
وأشار الجيطان إلى مخططات قيد التنفيذ لتحسين خدمات المجمع وتزويده بمظلات لحماية المواطنين من تعرضهم لأشعة الشمس خلال فترة انتظارهم الطويلة للمركبات، ومقاعد للاستراحة، بتمويل من صندوق البلدية حسب إمكانيات البلدية المالية المتاحة.
شكاوى مكررّة
وفي السياق ذاته، يشير السائق صادق مسلّم، والذي يعمل في مجمع المركبات الشرقي منذ 24 عامًا إلى أن المجمع ينعدم فيه الأمن في ظل عدم وجود أفراد من الشرطة يعملون على الحفاظ على الأمن العام للمجمع.
ويضيف: “ندفع مبالغ مالية بقيمة 130 شيكل شهريًا مقابل خدمات غير مقدّمة”، معتبرًا أن المجتمع يفتقر إلى خدمات، لا تثقل ميزانية البلدية كالمظلات والمقاعد.
ويطالب السائق مسلّم بلدية نابلس، ببناء وحدات صحية صالحة للاستخدام، ومقاعد ملائمة للاستراحة، وضبط المركبات الخصوصية التي تقوم بتحميل الركاب بشكل مخالف لقوانين وزارة المواصلات.
ويعبر السائق محمود غزال عن استيائه من عدم استجابه البلدية لمطالب السائقين، مستنكرًا من إهمال البلدية لأكبر مجمعات البلدية الذي يضم 350 مركبة عمومية، ويرتاد إليه أكثر من 15 ألف مواطنٍ يوميًا بعد جائحة “كورونا”.
ويفيد بأن إدارة المجمع تعتمد أسلوب عدم ترخيص المركبات في حال عدم دفع المبلغ المترتب شهريًا على السائقين، الأمر الذي يجبرهم على دفعها، دون تقديم أي خدمات جديدة للسائقين.
البلدية تستجيب
وعلى إثر شكاوى السائقين، قررت لجنة إدارة بلدية نابلس العمل على تصويب الوضع الحالي للخدمات الرئيسية في المجمع، وجاء ذلك خلال جولة تفقدية لجميع مرافق المجمع من قبل رئيس لجنة ادارة بلدية نابلس المهندس إياد خلف وعدد من أعضاء اللجنة.
ويؤكد خلف أن رسالة المواطنين وصلت من خلال برنامج ” ع بلاطة” والذي يبث عبر شاشة “تلفزيون المدينة” بالشراكة مع برنامج “عليّ صوتك”، حيث أصدرت اللجنة قراراً بالعمل الفوري على صيانة الحمامات العامة، وتخصيص موظفين دائمين وتوفير سِلال للنفايات للحفاظ على نظافة العامة، وصيانة الجزر الوسطية، وتجميل الواجهات الداخلية.
وأضاف خلف أنه سيتم التنسيق مع شرطة المحافظة لتوفير رجال شرطة لضمان انسياب المرور في المجمع ومحيطه.
وفي نهاية الجولة، عبر السائقين والمواطنين عن ارتياحهم وقدموا شكرهم لبلدية نابلس التي استجابت بشكل فوري لمطالبهم مؤكدين تعاونهم مع بلدية نابلس للحفاظ على مرافق المجمع.
كتبت: هالة حسون