أعلنت حفيدة ميتشيكو، إمبراطور اليابان، الأميرة ماكو (30 عاما) زواجها من رجل من عامة الشعب بعد التخلي عن لقبها الملكي، كما تنازلت عن مبلغ بقيمة 1.4 مليون دولار يدفع ضمن التقاليد الملكية لعضو الأسرة الذي ينتقل إلى مسكن جديد، وأكدت أنها ستقيم مع زوجها في شقة صغيرة مكونة من غرفة واحدة.
في وقت سابق من هذا الشهر، كشفت الأسرة الإمبراطورية أن الأميرة ماكو عانت من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب الرفض العلني المستمر لارتباطها بخطيبها كي كومورو الذي ينتمي إلى عامة الشعب. وقال الطبيب النفسي للأميرة ماكو في مؤتمر صحفي “إنها تشعر بأنها شخص لا قيمة له، وأن كرامتها الإنسانية قد سُحقت”.
وبتخلي ماكو عن اللقب الملكي، سيحرم أطفالها المستقبليون أيضًا من الألقاب والامتيازات الملكية، ورغم الهجوم الذي تعرضت له ماكو بارتباطها من كي، الذي تشكك الصحافة اليابانية المحلية في نواياه، فإنهما انتصرا لحبهما الذي امتد نحو أكثر من 4 أعوام منذ إعلان خطبتهما، كما أُجّل زواجهما مرات عدة بسبب تورط والدة كي في ديون مالية لم تسددها.
في تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، تقول الكاتبتان موتوكو ريش وهيكاري هيدا إن النساء في العائلة الملكية اليابانية يخضعن لضغوط قاسية ليس فقط من وسائل الإعلام والرأي العام، ولكن أيضًا من مسؤولي البلاط الذين يديرون حياتهن اليومية.
ورغم أن النساء غير مؤهلات لتولي العرش في اليابان، فإن النقد المسلط عليهن يبدو أشد قسوة من النقد الذي يتعرض له رجال العائلة المالكة، وفقا للكاتبتين.
وتقول ريكا كاياما الأستاذة والطبيبة النفسية في جامعة ريكيو في طوكيو “على الملكة أن تحافظ على الهندام الجميل، وأن تتفرغ للإنجاب بعد الزواج، ويجب أن تقوم بالعديد من الوظائف على نحو مثالي من دون أي أخطاء”.
ورغم ترشح امرأتين لمنصب رئيس الوزراء في انتخابات قيادة الحزب الحاكم الأخيرة، وبذل بعض الشركات جهودًا كبيرة من أجل تولي مزيد من النساء مناصب عليا، فإن المرأة في اليابان ما زالت غائبة عن مجالس الإدارة والبرلمان والجامعات المرموقة، كما أن المجتمع الياباني ما زال يعامل النساء على أنهن مواطنات من الدرجة الثانية -حسب الكاتبتين- ولا يُسمح لهن بالحصول على أسماء عائلية منفصلة.
ويشبه النقد الموجّه إلى الأميرة ماكو على وسائل التواصل الاجتماعي ما تتعرض لها النساء اليابانيات عندما يتحدثن علنا عن الاعتداءات الجنسية والمعاملة غير العادلة وحقوقهن التي لا يعترف بها المجتمع.
وتقول ميهوكو سوزوكي المديرة المؤسسة لمركز العلوم الإنسانية بجامعة ميامي إن “هناك فكرة مفادها أن العائلة الإمبراطورية خالدة وليست جزءًا من المجتمع الحديث”، وتضيف أن التقليدييين في المجتمع الياباني يريدون “إبراز ما توفره هذه الفكرة من استقرار وراحة بشأن أدوار الجنسين”.
وحسب الكاتبتين، فإنه لا مفرّ من مقارنة ما تتعرض له الأميرة ماكو مع ما حدث في العائلة الملكية البريطانية، فقبل زواجها من الأمير هاري، تعرضت ميغان ماركل لحملة شرسة بسبب جذور عائلتها، وأصيبت بالاكتئاب واضطرابات الأكل. ومثل ميغان وهاري، من المتوقع أن تفر الأميرة ماكو وخطيبها كومورو، خريج كلية فوردهام للحقوق، إلى الولايات المتحدة، حيث سيعمل كومورو في مكتب محاماة بنيويورك.
ومثلما فتح حديث هاري وميغان علانية عن مشاكل الصحة النفسية التي مرّا بها الباب أمام نقاشات جادّة بهذا الشأن في بريطانيا، قد تفتح الأميرة ماكو الباب أمام نساء العائلة المالكة في اليابان للحديث بصراحة في هذه القضية الحساسة.