الأخبار

ما مقاومة الإنسولين ومن الأكثر عرضة للإصابة بها؟

قد تعترضك عبارة “مقاومة الإنسولين” كثيرًا هذه الأيام، خاصة إذا كنت تستخدم منصات التواصل الاجتماعي، وهذه العبارة مرتبطة بحالات مثل مقدمات السكري وزيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول في الدم، وغالبا ما يشير إليها المؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي وغيرهم في مجال التغذية للترويج لحميات مشكوك فيها في بعض الأحيان.

ولكن، هل اتباع خطة وجبات لمدة 3 أيام لتقليل مقاومة الإنسولين” أو إضافة عدد من “الأطعمة الخارقة” إلى النظام الغذائي مفيد حقًا؟ الإجابة هي لا، فمقاومة الإنسولين هي مقدمة للعديد من الحالات المزمنة يمكن تجنبها من خلال ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

وفي تقريرها الذي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، قالت الكاتبة كارا روزنبلوم إن منشورات مواقع التواصل الاجتماعي توهمنا بأن كل شخص لديه زيادة في الوزن يعاني من مقاومة الإنسولين، وأن من لا يعانون من مشاكل الوزن ليس عليهم القلق بشأنها، لكن هذا ليس صحيحًا بالضرورة. وفيما يلي حقائق حول مقاومة الإنسولين وكيفية معرفة ما إذا كنت مصابا بها وكيفية التعامل معها.

ما مقاومة الإنسولين؟

الإنسولين هرمون يفرزه البنكرياس ويسهل دخول السكر (الغلوكوز) في الدم إلى الخلايا في جميع أنحاء الجسم، حيث يتحول إلى طاقة. بعد تناول الطعام، ترتفع نسبة الغلوكوز في مجرى الدم. واستجابة لذلك، يقوم البنكرياس بإفراز الإنسولين في مجرى الدم ليساعد الغلوكوز في الوصول إلى الخلايا التي تحتاجه. وهذه العملية تعيد كمية السكر في مجرى الدم إلى المعدل الطبيعي (مستوى غلوكوز البلازما خلال الصيام يكون في حدود 100 ملليغرام/ ديسيلتر أو أقل).

تحدث مقاومة الإنسولين عندما لا يستجيب الجسم للإنسولين جيدًا ويكون الغلوكوز أقل قدرة على دخول الخلايا. في هذه الحالة، يواصل البنكرياس ضخ المزيد من الإنسولين لكن الغلوكوز يظل يواجه صعوبة في الوصول إلى الخلايا، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

يقول سيلفيو إنزوتشي، المدير الطبي لمركز ييل للسكري “عندما تكون الزيادة في مستوى السكر في الدم خفيفة، فإننا نسمي ذلك مقدمات السكري حيث يتراوح الغلوكوز عند الصيام من 100 ملليغرام/ ديسيلتر حتى 125 ملليغرام/ ديسيلتر”. وإذا كان مستوى الغلوكوز أثناء الصائم أعلى من 126 ملليغرام/ ديسيلتر، يعني ذلك أن الشخص مصاب بداء السكري من النوع الثاني. ويمكن أن تؤدي مستويات الغلوكوز غير الطبيعية المرتبطة بمرض السكري في النهاية إلى تلف الأوعية الدموية وتعريض الأعضاء للخطر في جميع أنحاء الجسم.

لكن مقاومة الإنسولين لا تتعلق فقط بمرض السكري، وإنما ترتبط أيضًا بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وزيادة محيط الخصر وارتفاع نسبة الكوليسترول والالتهابات وتغير وظائف الكبد وربما الخرف. لحسن الحظ، قد تمر أعوام قبل أن تؤدي مقاومة الإنسولين إلى الإصابة بمقدمات السكري أو حالات صحية أخرى. ويؤكد إنزوتشي أنها “عملية بطيئة” مما يعني أنه يمكنك إبطاء -وحتى عكس- مقاومة الإنسولين.

من الأكثر عرضة للإصابة بمقاومة الإنسولين؟

إذا تم تشخيص إصابتك بارتفاع الدهون الثلاثية أو ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار أو انخفاض مستوى الكوليسترول المفيد، فهذه علامات على أنك ربما تعاني من مقاومة الإنسولين وقد ترغب في التفكير في إجراء تغييرات في نمط حياتك. تشمل العوامل الأخرى وجود تاريخ عائلي لمرض السكري من النوع الثاني، وغياب النشاط وعادات النوم السيئة وتناول الكثير من الوجبات السريعة والسكر المكرر والدقيق، أو مزيجًا مما سبق. وهناك أيضا علاقة بين مقاومة الإنسولين والوزن.

إن تراكم الكثير من دهون البطن يمثل مشكلة لأنه يعني أن لديك المزيد من الدهون الحشوية، وهي نوع من “الدهون النشطة” حول الأعضاء التي يمكنها إطلاق الأحماض الدهنية والهرمونات والسيتوكينات المسببة للالتهابات في الدورة الدموية، التي ارتبطت بمقاومة الإنسولين. ولا يزال الباحثون يعملون على فهم العلاقة بين الاثنين.

ولكن هل تؤدي زيادة الوزن إلى مقاومة الإنسولين أم العكس؟ يقول إنزوتشي “تؤدي السمنة إلى مقاومة الإنسولين، مع أن الأدلة قليلة”. والأهم من ذلك، ليس من الضروري أن تكون بدينا لتكون لديك مقاومة الإنسولين، وليس كل من يعاني من السمنة لديه مقاومة الإنسولين.

إلى جانب الوزن، يمكن أن تؤدي عوامل أخرى إلى مقاومة الإنسولين، بما في ذلك العوامل الوراثية والعوامل البيئية وعادات الأكل وخيارات الطعام والنشاط البدني والإجهاد والتعرض للسموم والوصول إلى الموارد الطبية.

كيف يمكن عكس مقاومة الإنسولين؟

أكدت الكاتبة أن إنقاص الوزن وممارسة الرياضة والأدوية الخافضة للغلوكوز والتغييرات في خيارات الطعام أو عادات الأكل من شأنها أن تقلل من مقاومة الإنسولين. تساعد التمارين الرياضية في تقليل دهون الجسم، مما يجعل الخلايا أقل مقاومة للإنسولين، ومن خلال بناء العضلات يصبح الجسم قادرًا على استخدام الإنسولين بكفاءة أكبر.

وفقًا لدراسة مولتها المعاهد الوطنية للصحة، بإمكان الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني تقليل هذا الخطر عن طريق فقدان 5% إلى 7% من وزنهم (10 إلى 14 رطلا لشخص يبلغ وزنه 200 رطل) من خلال البقاء نشطين أكثر وإحداث بعض التغييرات الغذائية. وهناك العديد من الحميات الغذائية التي يمكن أن تساعد في عكس مقاومة الإنسولين.

تقول أخصائية التغذية المسجلة أليسون إيفرت “توصلنا من استعراضنا للأدلة لتقرير إجماع الجمعية الأميركية لمرض السكري حول العلاج الغذائي للبالغين المصابين بمرض السكري أو مقدمات السكري إلى أن أقوى الأدلة المتاحة للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني هي الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون والكربوهيدرات والشبيهة بحمية البحر الأبيض المتوسط”.

وبناء على ذلك، فإن السؤال الذي ينبغي طرحه ليس “ما النظام الغذائي الصحيح؟” وإنما “ما النظام الغذائي المناسب لك؟”. حسب إيفرت فإن العديد من الأنظمة الغذائية يمكن أن تنجح إذا ركزت على الخضروات غير النشوية مقابل التقليل من استهلاك الحبوب المكررة والسكريات المضافة والاعتماد على الأطعمة الكاملة بدلا من الأطعمة عالية المعالجة.

وشددت الكاتبة على ضرورة الالتزام بنظام غذائي واحد، يشمل الأطعمة المتوفرة والممتعة وذات أسعار معقولة، بحيث تكون أكثر استعدادا لاتباعها على المدى الطويل لإدارة حالاتك الطبية بشكل مستدام.

تقول هوب ورشو، أخصائية تغذية مسجلة وأخصائية رعاية مرضى السكري المعتمدة في آشفيل بولاية نورث كارولاينا “إن التغييرات الكثيرة أو ‘الأنظمة الغذائية’ التقييدية لا تصمد أمام اختبار الزمن”. تذكر أن هدفك ليس فقط عكس مقاومة الإنسولين، بل القيام بذلك إلى أجل غير مسمى. ولا ينبغي أن تلتزم بالحمية الغذائية الصحيحة والتمارين الرياضية لمدة قصيرة، لأن مقاومة الأنسولين ستعود بسرعة وتؤدي إلى الإصابة بمقدمات السكري. وتضيف ورشو “ابدأ ببطء وثبات في ترسيخ تغييرات نمط الحياة لإبطاء وتيرة هذه الحالة أو إيقافها”.

المصدر : واشنطن بوست
زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض