وقال اللواء المتقاعد إسحاق بريك، في تصريحات لصحيفة “معاريف”، إنّ الجيش يدخل في القتال سريعًا بوحدات احتياط لم تتدرب منذ سنوات، ودون خطط مسبقة”، مؤكدًا أنّ “بعض الجنود النظاميين ليسوا على دراية بالقتال والتدريبات في المناطق المبنية”.
وأشار إلى أنه “عندما يدخل الجنود مبنى دون أي وسيلة للتفتيش، تنفجر قنبلة تؤدي في بعض الأحيان إلى مقتل وإصابة العشرات منهم بجروح خطيرة.
واستطرد: “هذا يحدث غالبًا عندما لا يكون هناك تعلم من الدروس، ولا سيطرة ومتابعة واستيعاب للدروس من قبل المستوى الأعلى الذي لا يتحكم في الوضع”، منبهًا أنّ هذه الحوادث تتكرر بشكلٍ مستمر.
وضرب اللواء المتقاعد مثالًا عما حدث يوم الجمعة الماضية، إذ دخل عشرات الجنود إلى مبنى مفخخ (في خانيونس) ويبدو أنه لم يتم تنفيذ أي ممارسات آمنة، فقُتل ثلاثة وأصيب 14، خمسة منهم إصاباتهم خطيرة.
وتابع في تعليقه على الحادثة: “هذه فضيحة ليس لها سابقة في الحروب، وفوضى مطلقة في الانضباط العسكري (..) كل قائد سرية يقرر بنفسه كيف يتصرف وفق فهمه، دون أي إرشاد من قادته”.
ورأى أنّ ذلك يحدث ليس قدرا، بل بسبب ما وصفه بـ “الإهمال الإجرامي من أعلى المستويات في الجيش”.
وشدد اللواء العسكري، على أن “الجمهور “الإسرائيلي” لا يفهم أنه إذا استمرت هذه العملية على هذا النحو فسنصل إلى وضع رهيب وفظيع، ولن نحقق إطلاق سراح آمن للأسرى، وسيكون لدينا مئات آخرون من القتلى”.
وأضاف: “كل يوم نذهب إلى المقبرة، كل يوم يتعرض جنودنا لإصابات خطيرة(..) شاركت في الحرب، ولم يسبق لي أن واجهت مثل هذه الثقافة التنظيمية الخطيرة”.
وفي هذا الإطار، قال المعلق العسكري لقناة “كان” روعي شارون، إن القتلى الثلاثة وبقية الجرحى الذين كانوا برفقتهم ينتمون إلى وحدة “بيسلاح”، التي شاركت في بداية الحرب البرية في شمال قطاع غزة ثم انسحبت لإجراء تدريبات لقادتها.
ولفت “شارون” إلى أن وحدة “بيسلاح” عادت يوم الخميس الماضي إلى قطاع غزة لتعويض لواء المظليين إثر انسحابه من خانيونس، وبعد يوم واحد من العودة تعرضوا لهذه الحادثة التي وصفها بأنها “صعبة”.
واعترف، أن جيش الاحتلال لم يكن يملك معلومات استخبارية بأن المبنى كان مفخخًا بشكل مسبق، فالسياسة المتبعة أنه في حال توفر معلومات حول مبنى مفخخ يتم قصفه من الجو، ولكن لعدم توفر أي معلومات لم يتم قصف المبنى، وعندما دخل الجنود إليه تم تفجير العبوات بهم، ما أدى لهذا العدد من القتلى والجرحى.
وأضاف، أن اثنين من الجنود علقا تحت أنقاض المبنى بعد التفجير، فتم استدعاء القوة 669 -المتخصصة بعمليات الإنقاذ؛ لانتشالهما.
المصدر: سند