يعتبر التمر صنفًا أساسيًا على موائد إفطار المسلمين في رمضان، نظرًا لرمزيته الدينية وفوائده الصحية، التي أثبتت بالعلم والدراسات، فماذا يفعل التمر بالجسم عند الإفطار؟ وما هي ضوابط تناوله، خاصة لمرضى السكري؟
التمر وقت الإفطار يمد التمر الجسم بدفقة من الطاقة، في صورة سكريات الفركتوز والغلوكوز، وهو ما يحتاجه الجسم بعد الصيام. ويحتوي التمر على الألياف الغذائية، التي تحفز حركة الأمعاء، وتساعد في الوقاية من الإمساك، وهي مشكلة شائعة في رمضان. ويكسر التمر حدة الصيام، مما يساعد على تناول كمية أقل من الطعام على وجبة الإفطار.
فوائد كثيرة تناول التمر يوميًا يقلل التمر من خطر الإصابة بأمراض القلب، لاحتواءه على الألياف القابلة للذوبان، والتي يمكن أن تخفض الكوليسترول الضار في الدم “البروتين الدهني منخفض الكثافة، وذلك وفقا لموقع “إيت ذيس نات ذات”. إذ ترتبط الألياف القابلة للذوبان بالكوليسترول الضار، وهذا بدوره يساعد في منع تراكم رواسب الكوليسترول الدهنية على جدران الشرايين (المعروف باسم تصلب الشرايين)، ويساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. ويحتوي على مضادات أكسدة، و التي لها عدد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل الزهايمر والضمور البقعي وبعض أنواع السرطان. ويحتوي التمر على مضادات الأكسدة القوية بما في ذلك الكاروتينات والبوليفينول والأنثوسيانين. وقد ارتبط تناول نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة بتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ويساعد تناول 4 تمرات يوميا بما يعادل(100غرام)، 27% من الكمية الموصى بها للألياف، و20% من الكمية الموصى بها من البوتاسيوم. ويقي التمر من الإمساك، لاحتواءه على الألياف الغذائية، التي تفيد صحة الجهاز الهضمي، وتعزز حركة الأمعاء المنتظمة من خلال المساهمة في تكوين البراز. وينصح بتناول 4-6 تمرات يوميًا، طالما أن الشخص بصحة جيدة، لا يعاني من السكري أو البدانة، ومقابل ذلك، يقلل من أكل الأطعمة والحلويات الأخرى. ويجب تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون يحتوى على مادة الفلورايد، لأن السكر في التمر عامل مساعد في تسويس الأسنان.
التمر ومرضى السكري يعد التمر مصدرًا طبيعيًا لسكر الفركتوز، وهو السكر الموجود في الفاكهة، وتحتوي كل تمرة على 66 سعر حراري، و16 غرام من السكريات. ويمكن اعتبار التمر جزءًا من نظام صحي طالما يتم تناوله باعتدال، ويقلل من احتمال رفع السكر في الدم، لاحتواءه على الألياف التي تبطئ امتصاص الكربوهيدرات. وينصح مرضى السكري، بتناول تمرة أو تمرتين في المرة الواحدة، مع مصدر للبروتين، كحفنة مكسرات، حتى يسمح للكربوهيدرات بالهضم بشكل أبطأ، مع ضرورة مراجعة الطبيب واستشارته حول الطريقة والكمية المناسبة لك من التمر، اذا كنت من مرضى السكري.
نسبة السكر لمرضى السكري بعد الإفطار أوصت أماني عجينة، وهي مثقفة صحية أولى في مؤسسة حمد الطبية في قطر، جميع مرضى السكري الصائمين بقياس مستويات السكر بالدم في المنزل، سواء خلال فترة الصيام أو في الليل، لضمان تحكمهم بمستويات السكري على النحو السليم.
وقالت عجينة في بيان صادر عن المؤسسة وصل لـ”الجزيرة نت” إن الفحوصات التي يجريها مرضى السكري في المنزل تمكنهم من التعرف على تأثير الأنسولين والوجبات التي يتناولونها على مستوى السكر بالدم، بالإضافة إلى إمكانية التحكم بهذا المستوى عندما يشعر المريض بأنه يعاني من ارتفاع أو هبوط في السكري”.
وأوضحت عجينة أن مواعيد ووتيرة إجراء الفحوصات المنزلية في رمضان تختلف من مريض إلى آخر؛ إلا أنه يتعين أولا على مرضى السكري الراغبين في الصيام استشارة الطبيب المعالج أو المثقف الصحي قبل القيام بذلك. وكقاعدة عامة، يجب إجراء الفحوصات المنزلية قبل الوجبات وبعد تناولها بساعتين لمقارنة نتائج التحاليل بمستويات السكر بالدم المنشودة، التي أوصى بها الطبيب.
وأشارت عجينة إلى أن مستويات السكر بالدم المقبول بها خلال النهار يجب أن تكون أكثر من 100 ميلغرام/ديسيلتر، وأقل من 200 ميلغرام/ديسيلتر، فقبل الإفطار 08-130 ميلغرام/ديسيلتر، وبعد مرور ساعتين إلى 3 ساعات على الإفطار 80-180 ميلغرام/ديسيلتر. ونوهت إلى أهمية إجراء هذه الفحوصات في الساعة 12 ظهرا وقبل الإفطار، وبعد الإفطار بـ3 ساعات، وقبل السحور بقليل وبعد السحور بساعتين.
ولفتت إلى المضاعفات التي قد يعاني منها مرضى السكري في رمضان، والتي يمكن السيطرة عليها قائلة “يتوجب على مرضى السكري عدم تفويت وجبة السحور، لا سيما إذا كانوا يتناولون أدوية لعلاج السكري. كما يتعين عليهم عدم الإفراط في بذل الجهد البدني؛ لأن من شأن هذا أن يعرضهم لخطر الإصابة بهبوط في مستويات السكر بالدم خلال فترة الصيام”.
وشددت على أهمية التقيد بكمية ونوعية الأطعمة التي وصفها أخصائي التغذية العلاجية، والتي تشمل تناول وجبتين أساسيتين -وجبة الإفطار والسحور- بالإضافة إلى وجبة ثالثة خفيفة بينهما، وتأخير السحور إلى ما قبل الفجر، والاستمرار في ممارسة الأنشطة اليومية كالعادة مع أخذ قسط من الراحة بعد الظهر، والإكثار من شرب الماء بعد الإفطار للتعويض عن فترة الصيام، وفي حال التعرض لهبوط في مستويات السكر بالدم، يجب التوقف عن الصيام على الفور وتناول شراب محلى حتى لو حدث ذلك قبل موعد الإفطار بقليل.